كان قرار السلطات السعوديه بشأن اغلاق الحرمين الشريفين في شهر مارس ٢٠٢٠م للحد من تفشي وباء كورونا القاتل بمثابة الفاجعه الكبري التي صدمت المسلمين في مشارق الارض و مغاربها . الا ان هيئه كبار العلماء في المملكه العربيه السعوديه قد اباحت اغلاق الحرمين الشريفين امام المصلين و الطائفين وذلك للحفاظ علي الامه الاسلاميه و البشريه باجمعها من تفشي الوباء القاتل .
وقد تفاجأ المسلمون بذلك القرار وهذا ما اذهلهم اذ كانت هذه هي المره الاولي التي يشاهد فيها صحن الطواف حول الكعبه فارغاً تماماً من العُباد و الطائفين ، ولكن ما لا يعلمه الكثيرين ان هذا الاغلاق لم يكن الاول في تاريخ مكه المكرمه ولكنها كانت المره الخامسه علي مدي التاريخ و سنتعرف في السطور القادمه علي الاحداث الاربعه السابقه التي ادت الي اغلاق الحرم المكي و الكعبه المشرفه امام زوارها :
اول مره تم فيها الاعتداء علي الكعبه التي هي قبلة المسلمين كان ذلك عام ٥٧٠ ميلادي والذي اطلق عليه المسلمون عام الفيل ، ويعتقد الكثيرون ان ذلك هو نفس عام ولادة الرسول صل الله عليه وسلم ، ففي هذا العام هاجم ابرهه الحبشي من مملكه " اكسوم " - المُسمَّاه بالحبشه اليوم هاجم مكه المكرمه ، وكان ابرهه في ذلك الوقت يحكم بلاد اليمن وحاول في ذلك الوقت ان يجبر العرب و قريش علي الذهاب الي " القليس" التي بناها في اليمن و كانت معبداً او كنيسه كبيراً واراد ان يعتمدها العرب للحج كل عام بدلاً من مكه المكرمه . ويقال ان السبب المباشر للهجوم علي الكعبه هو رفض العرب اعتماد الحج الي (القليس) ولذلك جهز جيشاً كبيراً ضم الي صفوفه بعض الفيله الافريقيه الضخمه والتي لم يكن العرب علي خبره للتعامل معها وهذا ما بعث الرعب و الفزع في قلوب اهل مكه واضطرهم الي تركها و عدم الدفاع عنها .
و يقول النص القرآني ان طيوراً هاجمت جيش ابرهه و رمتهم بحجاره ذات اسنان قويه وحاده اجبرت ابرهه و جيشه علي الفرار
و يقول النص القرآني ان طيوراً هاجمت جيش ابرهه و رمتهم بحجاره ذات اسنان قويه وحاده اجبرت ابرهه و جيشه علي الفرار
( أَلَمْ تَرَ كَيفَ فَعلَ رَبُّكَ بِأَصحَابِ الفِيلِ (1) أَلمْ يَجْعَلْ كَيدَهُم فِي تَضلِيلٍ (2) وَأرْسَلَ عَلَيْهِم طَيراً أبَابِيلَ (3) تَرمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعلَهم كَعَصْفٍ مَّأكُولٍ (5) )
المره الثانيه ( العهد الاموي- ثورة الزبير) :
تعرضت الكعبه الي تدمير اجزاء كبيره منها في عهد امير المؤمنين عبد الله بن مروان عندما اراد ان يتخلص من الزبير بن العوام الذي اعلن تمرده وانفصاله عن دوله الخلافه الامويه عام ٧٣هجرياً . فارسل الخليفه عبد الله بن مروان جيشاً كبيراً بقياده الحجاج بن يوسف الثقفي الي مكه المكرمه ما ادي الي لجوء الزبير الي الكعبه للاحتماء بها ، لكن جيش الحجاج ضرب الكعبه بالمنجنيق فاحترقت وتهدمت اجزاء منها .
التهديد الثالث (هجوم القرامطه) :
وقد تعرضت الكعبه لثالث تهديد عام ٣١٧ هجرياً علي يد القرامطه وهم فرقه كانت تسيطر علي ما يعرف حالياً بالبحرين ، وهنا حدث الهجوم الاكثر خطوره في التاريخ علي مكه حيث استمرت آثار هذا الهجوم فتره طويله من الزمن ، فقد هاجم القرامطه مكه المكرمه واعتدوا علي الحُجاج واستحلوا حرمة المسجد الحرام وقاموا بخلع لباس الكعبه و سرقوا كسوتها ، وقتلوا حوالي ٣٠الف شخص في مكه من سكان مكه و الحُجاج ، كما حملوا الحجر الاسود عائدين به الي بلادهم حيث مكث هناك حوالي ٢٢ سنه قبل ان يُرجع الي مكه ثانياً .
التهديد الرابع ( حادثه جهيمان العتيبي ) :
وجاء التهديد الرابع لمكه المكرمه من قبل جماعه اسلاميه سعوديه متشدده كانت تنوي الاستيلاء علي الحكم في المملكه السعوديه عام ١٩٧٩م و إدعي زعيم الجماعه محمد عبد الله القحطاني انه المهدي المنتظر واعلن عن خلافه اسلاميه جديده لتصحيح امور المسلمين وطالب الناس بمُبايعته بالخلافه وكان يقود جماعه مكونه من ٤٠٠ رجلاً حيث استولي علي الحرم واحتجزه مجموعه من الحجاج ، وقامت السلطات السعوديه بالهجوم عليهم في المره الاولي وادي ذلك الي قتل حوالي ١٢٧ رجلاً وفشلت السعوديه في احباط العمليه ، ثم استعانت القوات السعوديه بالقوات الفرنسيه الخاصه بعد ان اعلنوا اسلامهم صورياً ليسمح لهم بدخول مكه واستطاعوا فعلا استعاده المسجد الحرام وتحرير الرهائن .وقد تركت تلك العمليه ورائها حوالي ٢٥٠ قتيل و ٦٠٠ جريح وقتل في هذه العمليه رئيس الجماعه محمد بن عبدالله القحطاني .
المره الثانيه ( العهد الاموي- ثورة الزبير) :
التهديد الثالث (هجوم القرامطه) :
التهديد الرابع ( حادثه جهيمان العتيبي ) :
واستطاعت القوات الفرنسيه القبض علي نائب رئيس الجماعه جهيمان العتيبي ومن تبقي من الجماعه علي قيد الحياه وتم اعدامهم جميعاً عام ١٩٨٠ م و استعاده المسجد الحرام و الكعبه المشرفه .
لاالله الا الله ربنا يحمي الحرم وكل بيوت الله ويخلصنا من الوباء علي خير ان شاء الله ويرجع الطواف حول الكعبة المشرفة والحج والعمره علي خير ان شاء الله
ردحذفامين يارب
ردحذفربنا كبير قادر يرفع الغمة عن المسلمين عاجلا ان شاء الله. بالتوفيق لصاحبة المقال داءما
ردحذفامين يارب ... شكر وتقدير لحضرتك
حذف