و هو التقويم الذي انشأه أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه علي الميقات القمري الذي امر الله به في القرأن الكريم " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ إِثنَا عَشَرَ شَهراَ فِي كِتَابِ اللهِ يَومَ خَلقَ السَّماواتِ و الأرضَ مِنهَا أَربَعَةٌ حُرمٌ ، ذَلِكَ الدِّينُ القَيم فَلا تَظلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم ، وقَاتِلُوا المُشركينَ كَافةً كَمَا يُقَاتِلُوكُم كَافةً و إعلموا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتقين " [التوبه : ٣٦]
التقويم الهجري
إعتمد المسلمون التقويم الهجري ليكون تقويماً للدوله الإسلاميه ، ونظراً لإعتماد الهجرة النبوية الشريفة بدايه له فقد سُمي التقويم الهجري .
ويعتمد التقويم الهجري علي قياس دورة القمر حول الارض بحيث يكتمل الشهر الهجري بإكتمال دورة القمر و ذلك علي عكس التقويم الميلادي /الشمسي الذي يعتمد علي دوران الارض حول الشمس .
ويتكون التقويم الهجري من ١٢ شهرا قمرياً و بذلك تساوي السنه الهجرية ٣٥٤ يوماً تقريباً ، و تقاس بداية و نهاية الشهر الهجري بناءً علي رؤية هلال الشهر الجديد ما يجعل ايام الشهر الهجري غير محددة علي عكس التقويم الشمسي . و بناء عليه تقاس ايام الشهر الهجري ما بين ٢٩ الي ٣٠ يوماً (لان دورة القمر الظاهريه تساوي ٢٩.٣٨٠٣٨٨ يوم) .
و بذلك تسببت النقطة السابقة بتقدم السنه الهجرية ١١ يوم كل عام مقارنه بالتقويم الشمسي ، و هذا ما يجعل المناسبات و الشعائر الإسلامية تقع في فصول و أوقات مختلفة كل عام .
و كذلك تتباين رؤية إكتمال دورة القمر علي الموقع الجغرافي ما يعني أن بداية الشهر الهجري قد تقع في مكان ولا تقع في مكان آخر .
نشأة التقويم الهجري
كان المسلمون يتبعون التقويم المعتمد علي الأحداث البارزه في ذلك الوقت ، علي سبيل المثال عام الفيل الذي ولد فيه سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم و بعد مرور سبعة عشر عاماً علي هجرة النبي صلي الله عليه وسلم و كان ذلك في بداية تولي عمر ابن الخطاب الخلافه ، أصبح المسلمون في حاجه لتقويم يصلح للدوله السلاميه ، فإجتمع الصحابه و بحثوا هذا الشأن و تفاوتت الآراء : فمنهم من إقترح بان يأخذ بتاريخ مولد الرسول كبدايه للتقويم ، و منهم من اقترح الاخذ بتاريخ وفاته ، و منهم من إقترح بان يأخذ بتاريخ بداية البعثة .
إلا أن الرأي الأغلب كان الاخذ برأي عثمان و عَليِّ رضي الله عنهما بإعتماد الهجره النبوية الشريفة بداية للتقويم بما أسموه (التقويم الهجري) و إعتُمد هذا التقويم بعد سنتين و نصف من خلافة عمر في ربيع الأول من عام ١٦ هجري ، وكان يوم ١ محرم من عام ١٧ للهجره بدايه أول عام سنه هجرية .
تقسيمات الشهور الهجريه
قسم العرب الشهور الهجريه الي قسمين :
● الاشهر الحُرُم : و عددهم أربعة اشهر وهم : القعدة و ذو الحجه و محرم و رجب ، وسُميت بالأشهر الحرم لان القتال كان محَّرم فيها عند العرب في الجاهليه ، و بقي الحال علي ما هو عليه حتي بعد ظهور الإسلام .
● الأشهر الحِلُّ : و هي بقية الأشهر الهجرية الإثني عشر ، و يبلغ عددها ثمانية أشهر و هي : صفر و ربيع الأول و ربيع الآخر و جماد الأول و جماد الأخر و شعبان و رمضان و شوال ، و سُميت بالأشهر الحِلُ لأن القتال فيها كان حلال عند العرب في الإسلام و الجاهليه .
معاني أسماء الشهور الهجريه
☆ مُحرم : أول شهر في السنه الهجريه وهو من الاشهر الحُرم ، و سمي بمحرم لان العرب قبل الاسلام كانوا يحرمون القتال فيه .
☆ صَفر : هو ثاني الشهور الهجريه و سُمي بهذا الاسم لان العرب كانوا يتركون بيوتهم صِفراً اي خاليه حتي كانوا يخرجون إلي القتال .
☆ ربيع الأول ، و ربيع الأخر : كان العرب يرعون فيه أغنامهم .
☆ جماد الأول و جماد الآخر : سمي بهذا الإسم نظرا لجمود الماء فيهما بسبب فصل الشتاء .
☆ رجب : فالعرب كانوا يرتجبون فيه الرماح من الأسِنَّه أي ينزعونها لتوقفهم عن القتال في هذا الشهر الحرام .
☆ شعبان : كان العرب يتشعبون في المناطق بحثاً عن الماء .
☆ رمضان : سمي بهذا الاسم لشدة الرمضاء و الحر في ذلك الوقت و هو شهر الصيام عند المسلمين .
☆ ذو القعدة : كان العرب تقعد فيه عن القتال بإعتباره من الاشهر الحرم .
☆ ذو الحجه : آخر الشهور الهجرية و سُمي هكذا نسبه لأداء المسلمين فيه لفريضة الحج .
المناسبات الإسلامية في التقويم الهجري
يرتبط التقويم الهجري بكثير من المناسبات الإسلامية كشهر رمضان و عيد الفطر و عيد الأضحي و بداية موسم الحج .
و يمكن القول بأن جمهور العلماء يتفقون علي أن الأعياد المشروعه في الإسلام و الوارده في الكتاب و السنه هما : عيد الفطر و عيد الأضحي فقط .
و الرأي الشرعي هنا هو عدم جواز الإحتفال برأس السنه الهجرية لما فيه من تشبه بالغرب ، إلا ان المسلمون في الزمن المعاصر يرون أنه مناسبه دينيه ذات دلالة خاصة من خلالها يتم بث أهميه التاريخ الهجري في نفوس الابناء لينشؤا بفطرة إسلامية صحيحة .
كل عام وانتم بخير
ردحذف