الحياء هو العمود الفقري لكل الآداب و السلوكيات التي تحدد ملامح شخصية المسلم الصالح و تدفعه للحفاظ علي عقيدته و كرامته ، فالحياء شعبة من الإيمان .
فالحياء بمقاييس الاسلام يؤدي إلي كل فضيله و بر ، لذلك قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم : "الحياء كله خير" فهو يدفع المسلم دائما لعمل الخير ، فلا يمكن للمسلم المتخلق بالحياء أن يفعل شراً او يسلك طريقاً منكراً لان خلق الحياء يمنعه من ذلك و يلزمه بكل الخصال الحميده ، لذلك قيل " مَن لا حَيَاءَ عِنْدَهُ لا خَيْرَ فِيِهِ " .
و يعتبر الحياء من خُلق رسولنا الكريم الذي علمنا ان الحياء هو مقياس الأخلاق الحميده حيث يقول : " إِنَّ لِكُل دِين خُلُقاً ، وَ خُلُق الإِسْلاَم الحَيَاء " .
الفرق بين الحياء و الخجل
الحياء هو خلق الاسلام الرفيع ، فهو يأمر صاحبه بفعل الجميل و يمنعه من فعل القبيح ، قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " الحَيَاء شُعبه من الإِيمان " [ رواه البخاري و الرمزي ] . و أيضا قال عنه " مَا كَانَ الحَيَاء فِي شيئٍ إلا زَانَه " [ رواه الترمزي و صححه الألباني ] .
و الحياء عكس الخجل الذي ربما يمنع صاحبه مما ينفعه في دينه و دُنياه و يحمله علي الوقوع فيما لا ينبغي له أن يقع فيه ، و يطلق بعض العلماء علي الخجل إسم " الحياء المذموم " و إن كان الاولي عدم إطلاق إسم الحياء عليه لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم " الحياء لا يأتي إلا بخير " .
و للاسف ان كثير من الآباء و الامهات لا يفرقون بين الحياء و الخجل او ضعف الشخصيه ، و لا يريدون اولادهم ان يكونوا ضعفاء حتي لا تضيع حقوقهم بين أقرانهم في الشارع او في النادي او المدرسه ، و لذلك يغرسون في أبنائهم منذ الصغر جرأه و بجاحه سلوكيه تصل بهم فيما بعد إلي البلطجه السلوكيه التي تراها في سلوكيات كثيره في الشباب حاليا .
كل هذا إلي جانب شعارات الحريه الزائفه التي تجعل الناس لا يترددون عن فعل الكثير من الامور التي كان الحياء يمنعهم عن فعلها ، و ما أكثر ما يُرتكب اليوم من آثار أخلاقيه بإسم الحريه الشخصيه .
أنواع الحياء
▪︎ إستحياء العبد من خالقه
و قد أشار النبي صلي الله عليه وسلم لهذا النوع أنه من أعظم أنواع الحياء حيث قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " و قد إعتبر علماء الدين ان هذا النوع من الحياء فرض علي كل مسلم .
▪︎ إستحياء العبد من المخلوقين
و يقتضي هذا النوع ان يتحلي صاحبه بالمروءه و عدم الإقدام علي ما يخدش الحياء قولا او فعلا ، لان صاحب الحياء من صفاته انه : أمين لا يفشي ، صدوق لا يكذب ، مخلص لا ينافق ، كريم لا يبخل ، رحيم لا يقسو ، فمَن خُلقه الحياء يتحلي بالفضائل و يتخلي عن الرذائل .
▪︎ إستحياء العبد من نفسه
و إستحياء العبد من نفسه يكون بالعفه و الإستقامه ، فكل من يسلك سلوكاً فيه تفريط أو إستهانه بالنفس هو إنسان غير سوي ، و من يعرف أن خالقه مطلع عليه حتي لو إختبئ عن أعين الناس ، يدرك قول الله تعالي " إِنَّ الله كَانَ عَلَيكُم رَقِيباً " .
الحياء فطري أم مكتسب
☆ الحياء بالفطره : و يظهر مع الانسان منذ ولادته و يكون الانسان مفطورا علي التَّمنع عن إرتكاب اي فعل قبيح .
☆ الحياء المكتسب : و هو ما يكتسبه الإنسان عن طريق التعمق في الدين و التقرب من الله .
ضرورة إستعادة المجتمع المصري لخلق الحياء
يعاني مجتمعنا من غياب كثيرأً من فضائل الاخلاق و السبب هو غياب خلق الحياء الذي خرج و لم يعد ، و لذلك فنحن نعاني من أنماط سلوكيه غريبه لشبابنا من الجنسين الذين سقط عن كثير منهم صفة الحياء .
• نحتاج الحياء لمواجهة البلطجه الاخلاقيه و التحرش الجنسي و إسترجال البنات و تخنث الشباب و جلوس الفتيات علي المقاهي و شربهم الشيشه .
• نحتاج الحياء الذي يمنع الانسان من فعل اي شئ لا يتفق مع الاخلاق الكريمه و بالتالي تتوافر الحمايه للمجتمع من كثير من المشكلات التي نعاني منها .
• الحياء يمنع المسلم من الافعال المشينه و يدفعه إلي الافعال المحموده ، فهو يمنع الانسان من النفاق الذي إنتشر في حياتنا ، فأخلاق المسلم لا تسمح له أن يكون ذو وجهين : يفعل بين الناس شيئ و في نفسه شيئ آخر مخالف .
• كل من رزقه الله الحياء لا يكذب ولا يخون ولا يظلم و لا ينافق و لا يسرق و لا يفعل أي شيئ يغضب الله .
تعليقات
إرسال تعليق