تحدُث في آخر الزمان آيات عظيمة و علامات كبري و منها أن تخرج دابة من الأرض تكلم الناس بلغتهم : فتَسِمْ الكافر علي وجهه بعلامات تدل أنه كافر ، و تَسِمْ المؤمن بعلامات بأنه مؤمن .
وقد ورد ذكر الدابة في القرآن الكريم : " وَإِذا وَقَعَ القَولُ عَلَيْهِم أَخْرَجْنَا لَهُم دَابة مِن الأَرضِ تُكَلمُهُم أَنَّ النَّاسَ كانُوا بآياتنا لا يوقنون " [سورة النمل : ٨٢] .
ما هي الدابة التي تخرج آخر الزمان ؟
يخلق الله عز وجل في آخر الزمان قبل قيام الساعه دابة تخرج من الأرض ليست ككل الدواب ، فهي دابة تعقل و تنطق و تخرج من الأرض تكلم و تخاطب الناس كلٌ بلغته ، فتميز بين المؤمن و الكافر ، ويُعتبر خروجها علامة من علامات الساعه .
مكان خروج الدابة
تعددت الأقول و إختلفت الروايات في مكان خروج الدابه ، لكن أكثر الأقوال أنها ستخرج من الحرم المكي ، عن حذيفه إبن أُسَيد رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " تخرج الدابة من أعظم المساجد فبينما الناس هم كذلك ، إذا رَنَّت الأرض فبَينَما هُمْ كذلك إذا تَصدَّعت " [أخرجه الطبراني في الأوسط ] .
و عن عبد الله بن عمر روي عن النبي صلي الله عليه و سلم قال : " إن الأرض تنشق عن الدابة ، و عيسي عليه السلام يطوف بالبيت و معه المسلمون من ناحية المسعي ، وإنها تخرج من الصفا فَتَسِم بين عيني المؤمن هو مؤمن من سمهِ كأنها كوكب دُرِّي ، و تسم بين عيني الكافر نُكتَه سوداء كافر " .
و قيل أيضا أن لها ثلاث خرجات ، فعن حذيفة إبن أُسيد قال : " تخرج ثلاث خرجات ، خرجة في البوادي ثم تكمن و خرجه في القري يتقابل فيها الأمراء حتي تكثر الدماء و خرجه من أعظم المساجد وأكرمها و أشرفها و أفضلها " .
صفات الدابة
وردت أوصاف الدابة من السلف حيث لا يوجد حديث مرفوع لوصفها ، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : " إنها دابة ذات ريش و زَغَب و حافر وما لها من ذنب ولها لحيه " ، و عن ابن عباس رضي الله عنه قال : " هي دابة ذات زَغَبْ و ريش و لها أربع قوائم تخرج من أودية تِهامَة" .
و قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنه : " أن لها رأس الثور وعين الخنزير و أذن الفيل و قرن الأيل و عنق النعامة و صدر الأسد و لون النمر و خاصرة الهر و ذنب الكبش و قوام البعير ، بين كل مِفصَل إثني عشر ذراعا ، تخرج معها عصا موسي و خاتم سليمان , فتنكت وجه المؤمن بعصي موسي فيبيض وجهه و تنكت وجه الكافر بخاتم سليمان فيسود وجهه " .
الحكمة من خروج الدابة
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً : طلوع الشمس من مغربها و الدجال و دابة الأرض " [رواه مسلم ] .
فعند طلوع الشمس من مغربها يقفل باب التوبة فتخرج الدابة لتميز بين المؤمن و الكافر ، فَتَسِم المؤمن فيصير وجهه مضيء كالبدر ، و تَسِم الكافر فتجعل وجهه أسوداً , وهي علامة للملائكه بحيث يلقون الناس في النار دون محاسبة .
و يقول الله عز وجل : " و إذا وقع عليهم القول أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " [سورة النمل : ٨٢ ] .
و قد إختلفت أقوال المفسرين في هذا التكليم فمنهم من قال تخاطبهم قائلة لهم أن الناس تركوا الإيمان بالله و إتباع أوامره و بدَّلوا دينهم الحق وأصبحوا بآيات الله سبحانه و تعالي لا يوقنون ، و بأن الساعه قد حانت و العذاب أصبح وشيكاً .
إذن فطلوع الشمس من مغربها و خروج الدابة علامتين متلاحقتين فأيهما يظهر أولا فتخرج الأخري علي إثرها قريبا .
اللهم حسن الخاتمة !!
ردحذف