شهر شعبان هو الشهر الثامن من الشهور القمرية او التقويم الهجري . و كانت تسمية هذا الشهر كباقي الشهور في عصر ما قبل الاسلام ، و قد سمي هذا الشهر بشعبان لتشعب القبائل العربيه و إفتراقها للحرب بعد قعودها عنها في شهر رجب حيث كانت محرمة عليهم .
مكانة شهر شعبان عند المسلمين
يعتبر شهر شعبان من الأشهر ذات القدسية الكبيرة عند المسلمين نظرا لوقوع الكثير من الأحداث الدينية الهامة في هذا الشهر .
ففي هذا الشهر و بعد مرور ثمانية عشر شهرا من الهجرة الشريفه نزل فرض صيام رمضان و الأمر بزكاة الفطر ، كما تم تحويل القبلة من بيت المقدس بالقدس إلي بيت الله الحرام بمكه ، كذلك ففي هذا الشهر من السنه الرابعة للهجره ولد الحسين ابن علي ابن ابن ابي طالب في المدينة المنورة و كان موضع الحب و الحنان من جده النبي صلي الله عليه وسلم .
ما أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم في شعبان ؟
إقتضت حكمة الله تعالي أن يجعل لعبادة مواسم للخير يَكثر الأجر فيها رحمة بعباده ، ولما كان شهر رمضان هو شهر البركات ، فقد كان شهر شعبان خير مُقدمهٌ له .
فكان الصوم في شعبان بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفريضة ، فإنها تهيئ النفس و تنشطها لأداء الفريضه . و يأتي صيام شهر شعبان في باب صيام التطوع .
صيام شهر شعبان ٢٠٢١ م
و حول فصل صيام شهر شعبان ، قالت دار الإفتاء المصرية : " رغب رسول الله صلي الله عليه و سلم في صيام التطوع الذي يشتمل ستة أيام من شوال و عشر ذي الحجة و صوم يوم عرفة لغير الحاج و صيام اكثر شعبان " .
و أكدت دار الإفتاء المصرية علي فضل صوم شهر شعبان ، فالرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر شعبان ، فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها : " ما رأيت رسول الله صلي الله عليه و سلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان ، و ما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان " [رواه البخاري و مسلم] .
فضل صيام شعبان
كان السلف يجتهدون في صيام شهر شعبان إستعدادا لإستقبال شهر رمضان ، وقد وصف صيامه احد علماء المسلمين بقوله : " شهر رجب شهر الزرع ، شهر شعبان شهر سقي الزرع ، و شهر رمضان حصاد الزرع " .
وقد بين الرسول صلي الله عليه وسلم الحكمه من كثرة الصيام في شعبان ، فعن أسامه ابن زيد رضي الله عنهما قال : قلت يا رسول الله لم أراك تصوم شهرا من الشهور كما تصوم شعبان . فقال : " ذلك شهر يَغفُل الناسُ عنه بين رجب و رمضان ، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلي رب العالمين ، فأُحِب أن يُرفع عملي وأنا صائم " [رواه أبوا داوود و صححه بن خزيمة] .
فضل صيام النص من شعبان
بحث المحققون من أهل العلم في الروايات التي تشير تفضيل صيام النصف من شعبان فوجدوها أحاديث موضوعه و ضعيفه لا ترقي إلي الصحَّه .
و من هذه الروايات التي لا تصح ما روي عن عَليِّ إبن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه و سلم قال " إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها و صوموا نهارها ، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلي السماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له ، ألا من مسترزق فأرزقه ، ألا من مبتلي فأعافيه ، ألا كذا ، ألا كذا ، حتي يطلع الفجر " . و هذه الروايه مثلا حَكَم عليها الألباني بالقول أنها ضعيف جدا أو موضوع .
و علي ذلك فإن تخصيص يوم النصف من شعبان بالصوم لا يصح ، ولكن يستحب للمسلم صيام هذا اليوم علي أنه أحد الأيام البيض التي ندب الشرع إلي صيامها .
محدثات و بدع ليلة النصف من شعبان
نحن في هذا الزمن حيث وسائل الإتصال المختلفه التي مكنت لأهل البدع نشر بدعهم مع ما إبتُلِي به المسلمون بمن ينسب للعلم و يقوم بالتهوين من شأن البدع بل و إقرارها .
لذلك علي المسلم معرفة ما يخالف هدي النبي صلي الله عليه وسلم من هذه البدع عن ليلة النصف من شعبان ، ومنها:
▪︎ من هذه البدع هو الإحتفال بليلة النصف من شعبان و تخصيص يومها بالصيام ، وليس علي ذلك أي دليل .
▪︎ بدعة الصلاة الألفيه هي أيضا من محدثات ليلة النصف من شعبان و هي صلاة مائة ركعه تصلي في جماعه يقرأ الإمام في كل ركعه سورة الإخلاص عشر مرات .
▪︎ و من البدع أيضا صلاة ستة ركعات في ليلة النصف من شعبان بنية دفع البلاء و طول العمر ، و قراءة سورة يس و الدعاء .
اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان.
ردحذف