شهر رمضان هو شهر عظيم و مبارك ، هو شهر الصيام ، و شهر القيام ، و شهر تلاوة القرآن ، هو شهر العتق و الغفران ، هو شهر الصدقات و الإحسان ، هو شهر تُضاعف فيه الحسنات من رب السماوات و الأرض .
و قد إختص الله سبحانه و تعالي ثواب الصيام لنفسه ، فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " كل عمل إبن آدم يُضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل إلا الصوم فإنه لي و أنا أُجزي به ... " [ رواه البخاري و مسلم ] .
فضل الله علي عبادة في شهر رمضان
و من فضل الله و كرمه أن أبواب الجنة تُفتح كلها في هذا الشهر ترغيباً للفوز بما عند الله من عظيم الأجر و الثواب .
يقول صلي الله علية وسلم : " إذا كانت أول ليلة من رمضان ، فُتِحت أبواب الجنة ، فلم يغلق منها باب ، و غُلِّقت أبواب جهنم فلم يُفتح منها باب " [ متفق علية ] .
أصناف الصائمين
☆ من ترك الطعام و الشراب يرجو وجه الله تعالي لدخول الجنة ، وهذا الصنف الذي تاجر مع الله ، وبالتالي لا يضيع أجره ولا يخيب أمله في الحصول علي الجنة و ما يعطي للصائمون .
☆ من يصوم في الدنيا عما سوي الله فيحفظ الرأس وما حوي ، و البطن وما وعي ، و يذكر الموت و يريد الآخره فيترك زينة الدنيا أملا في يوم لقاء الله تعالي و الفوز بما وعده به من عظيم الأجر .
الصائمون فقط يدخلون الجنة من باب الريان
يكفي للصائمين شرفا أن يبشرهم نبيهم صلي الله عليه وسلم بأعظم بشارة ، وهي بشارة للصائمين فقط حين يُنادَون يوم القيامه لدخول الجنة من باب إختصه الله لهم ، إكراما منه و تفضيلا لهم ، فيدخلون من باب الريان .
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : إن في الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أُغلِق فلم يدخل منه أحد " [متفق عليه] .
من هم الصائمون الذين يدخلون من باب الريان ؟
و للفوز بدخول باب الريان لابد أن يكون الصيام مُصان مما ينقص ثوابه ، فليس المقصود من الصيام مجرد الإمتناع عن الطعام و الشراب وسائر المُفطرات الحِسِّيه فقط ، بل وجب حفظه عن كل ما يُدنسه أو يُنقص أجره .
فلنسارع في الخيرات ولنغتنم هذه الفرصه العظيمة لدخول جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين ، فقد أعد الله لهم من الأجر ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، عن أبي هريره عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان إيمان و إحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه " [متفق عليه] .
هدايا رب العالمين لعباده الصائمين
☆ الهدية الأولي : أن الله يغفر لأمة محمد صلي الله عليه وسلم في آخر ليلة من رمضان ويوفيهم أجورهم كما وعدهم عند إنتهاء أعمالهم .
☆ الهدية الثانية : أن الله سبحانه و تعالي يُزين جنته كل يوم قائلا : يوشك عبادي الصالحون أن يُلقوا عنهم المؤونة والأذي و يصيروا إليك و يعلم أن عباده في أذي .
☆ الهدية الثالثه : أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، و الخلوف هو تغير رائحة الفم عند خلو المعده من الطعام ، وهي رائحة مستكرهه عند الناس ولكنها محببه عند الله سبحانه و تعالي .
☆ الهدية الرابعه : أن الملائكه تستغفر للصائمين حتي يُفطروا ، والإستغفار هو طلب المغفره و ستر الذنوب في الدنيا و الآخره و التجاوز عنها من قبل رب العالمين .
☆الهدية الخامسه : أن مردة الشياطين يُصفَّدون بالسلاسل و الأغلال فلا يصلون إلي عباد الله الصالحون .
اللهم تقبل صيامنا..واجعلنا من أوائل من يدخلون الجنة من باب الريان.
ردحذف