لقد منَّ الله سبحانه وتعالي علي أمة محمد صلي الله علية وسلم ، بأن جعل لهم مواسم وأوقات عديدة ليتزودوا فيها بالطاعات التي تقربهم إلي سبحانه و تعالي و يكتسبون فيها أعظم الأجر و الثواب .
ومن أعظم هذه المواسم هو موسم الحج ، بما فيه من "عشرة الحجة " التي أقسم الله بها في كتابه الكريم : "والفجر وليال عشر " والله لا يقسم إلا بعظيم .
كما وصف الرسول تلك الأيام العشرة من ذي الحجة بأن قال : " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله من هذه الأيام ، قالوا يا رسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ ، قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيء " .
وجاء أيضا عن جابر أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال : " أفضل أيام الدنيا العشر " .
السر في تعظيم العشر الأوائل من ذي الحجة
● فضَّل الله سبحانه و تعالي العشر الأوائل من ذي الحجة علي غيرها لأن شهر ذي الحجة إجتمع فيه أمران :
• الأمر الأول : أن شهر الحجة من الأشهر الحُرم التي فضلها الله تعالي : " إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات و الأرض منها أربعة حرم " [سورة سورة التوبة :٣٦] . وهم : رجب و الحجة و القعدة والمحرم .
• الأمر الثاني : أن الحجة هو شهر من أشهر الحج ،قال الله تعالي " الحج أشهر معلومات" [ سورة البقرة :١٣٧] .
● كذلك فقد أقسم الله تعالي بهذه العشر في سورة الفجر لفضلها و شرفها : " والفجر و ليالي عشر " ثم أقسم بيومين من أيامها وهي يوم عرفة و يوم النحر وهذا ما يدل علي عظمة وشرف هذه الأيام : "و السماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود " .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله علي وسلم "اليوم الموعود هو يوم القيامة ، و اليوم المشهود هو يوم عرفة ، والشاهد هو يوم الجمعة ، ما طلعت شمس ولا غربت علي أفضل من يوم الجمعة " .
● إعتبر رسول الله صلي الله عليه وسلم أن هذه الأيام هي أفضل أيام الدنيا ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أفضل أيام الدنيا هي أيام العشر " .
● وفي سبب تفضيل العشر الأوائل من الحجة علي غيرها قال الحافظ إبن حجر رحمه الله أن هذه الأيام مكان إجتماع أمهات العبادة الواجبة و النافلة .
- العبادات الواجبة : الصلاة و الصيام و الصدقة و الحج ، ولا يتيسر هذا في أي وقت من أيام العام إلا في هذة الأيام .
- العبادات النافلة : وهي العبادات التي يجب الإكثار منها في هذه الأيام العظيمة : الصلاة النافلة ، قيام الليل ، صيام النهار ، تلاوة القرآن ، الصدقة ، إفشاء السلام ، إطعام الطعام ، الإصلاح بين الناس ، الإحسان للجيران زيارة المريض ، قضاء حوائج الناس ، الصلاة علي النبي ، الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، صلة الرحم ، سلامة الصدر و ترك الشحناء .
أيهما أفضل : العشر الأوائل من الحجة أم العشر الأواخر من رمضان ؟
يتفق معظم أهل العلم أن العشر الأواخر من رمضان هي الأفضل من جة الليل لأن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، أما العشر الأولي من الحجة فهي الأفضل من جهة النهار لأن فيها يوم عرفة و يوم النحر وهي أفضل أيام الدنيا .
أفضل الأعمال في أيام العشر من ذي الحجة
☆ الذكر والتهليل : ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم قوله : "خير الدعاء يوم عرفة ، و خير ما قلت أنا و النبيين من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير " .
☆ التكبير : المقصود به قول "الله أكبر" ، ففي التكبير دلالة علي تعظيم المولي عز وجل ، فهو إقرار بأن الله تعالي أعلي و أعظم من كل شيء ، وفية أيضا دلاله علي التوحيد الذي يعد من أعظم مقاصد الحج .
ومن أشهر الصيغ الوارده في التكبير في أيام العشر من ذي الحجه ما رواه عبد الرازق عن سليمان بسند صحيح قال : كبِّروا : " الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا " ، وعن بن مسعود قال : " الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد " .
☆ التحميد : و المقصود به تكرار الحمد ، و الحمد عبادة يؤديها المسلم سواء حدثت نعمة أم لم تحدث ، لإظهار الرضي بقضاء الله .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " كلمتان خفيفتان علي اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلي الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " [ رواة البخاري و مسلم] .
اللهم يسر لنا القيام بالأعمال الصالحة في هذه الايام الجميله..و تقبلها من يا رب العالمين.
ردحذف