الحكمة الربانية من ظهور الشعر علي جسم الإنسان

 سبحان الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم و كرَّمه أعظم تكريم و زينه بالشعر و الأظافر و الأسنان لكي يزيد الإنسان بها جمالا ، قال الله تعالي : " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " [سورة التين : ٥] . 

ومن المؤكد أن وجود الشعر علي الجسم مسألة صحية وفيها الكثير من الحكم الربانية ، فمن الشعر ما خلقه الله تعالي لأسباب جمالية تعكس مدي الجاذبية للرجل و المرأة ، و منه ما خلقه لأسباب صحية فهو يحافظ علي درجة حرارة الجسم باردة في المناخ الحار . 

شعر الرأس 

لشعر الرأس فوائد كثيرة ، فهو يمثل بالنسبة للرجل و المرأة عامل جذب يضفي رونقاً و جاذبية و جمال ، ووجود الشعر علي الرأس يوفر عزلاً لفروة الرأس من الشمس و يمنع التعرض للأشعة فوق البنفسجية ، كما أنه يوفر التبريد عندما يتبخر العرق من الشعر . 

و التصبغ لدي البشر هو ما يحدد لون الشعر ، و البوميلانين هو الصبغة التي ينتج عنها ألوان الشعر : البني و الأسود و الأحمر و الأصفر . أما القوام المختلف للشعر : المجعد و المفرود و الناعم فمازال العلماء ليس لديهم أسباب مؤكدة لذلك . 

شعر اللحية و الشارب 

إذا كان من المفترض أن يؤدي شعر الوجه وظيفة مهمة ، فكان لابد أن يوجد في كلا الجنسين ، بل وأن نصف الرجال لديهم شعر الوجه كثيف و سميك ، بينما النصف الآخر من الرجال يكون خفيف لديهم ، وأيضا فالنساء ليس لديهم علي الإطلاق . 

ولذلك يري الكثيرون أن شعر الوجه لم يُخلق إلا لزينة الرجل ، و بالفعل يعتبر شعر الذقن ذو جاذبية خاصة ، و يشير فعلا شعر الذقن إلي الرجولة و النضج الجنسي ، وقد ترتفع تلك المكانة للرجال أكثر إذا كان الرجل لديه شارب أيضا . 

ويزداد شعر اللحية عند الرجال لأن بصيلات شعر الوجه تستجيب بقوة لهرمون التستوسيترون وهو هرمون الجنس المتوفر بكثرة عند الرجال ، وهذا الإختلاف الهرموني بين الرجال و النساء هو ما يجعل الشعر ينمو بكثرة في اللحية و الجسم عند الرجال . 

وهناك أحاديث نبوية شريفة تُرَغِّب في الإبقاء علي اللحية عند الرجال و العناية بنظافتها ، عن بن عمر أن رسول الله صلي الله علية و سلم قال : " خالفوا المشركين وفروا (أي أطلقوا) اللحي وأحفوا الشوارب " . 

شعر الحواجب و الرموش 

يمنع شعر الحاجب دخول أي سائل إلي العين ، فهو يزيح أي سائل غير مرغوب فيه مثل التعرق أو المطر ، وبهذة الطريقة تبقي رؤيتنا واضحة . كما يعمل الحاجب علي حماية العين من الضوء . 

ويعتبر الخبراء أن للحواجب دور هام في عملية التواصل بين البشر لترجمة تعابير الوجه فهي تساعد علي توضيح تعابير السعادة و الغضب و الحزن . 

أما بالنسبة لرموش العين فهي مجموعة من خصلات الشعر التي تنموا حول العين في حافة الجفن ، وتعمل الرموش كعامل ترشيح تمنع مرور الأتربة و تحمي العين من أي شوائب قد تعكر الرؤية أو تسبب تلوثا للعين . 

وهي تعمل عمل قرون الإستشعار فهي تنذر العين قبل إقتراب أي أجسام مثل الحشرات فترمش العين كردة فعل للحماية ، ومن أهم فوائدها أنها تقلص من تبخر الدموع بنسبة ٥٠% مما يحافظ علي رطوبة العين . 

شعر الصدر 

يلعب شعر الصدر دور حيوي في حماية البشرة من أشعة الشمس ، فمن زمن بعيد كان شعر الجسم هو الشكل الوحيد لحماية أسلافنا العظماء من أشعة الشمس و غيرها من عوامل البيئة . 

ومازال الرجال الذين لديهم شعر كثيف في صدورهم يتمتعون بحماية كاملة من ضوء الشمس ، كذلك تنظر النساء إلي شعر الصدر علي أنه علامة علي الذكورية ، كما أن وجود الشعر علي صدر الرجل دليل علي التمتع بدورة دموية جيدة .، حيث أن بصيلات الشعر تتطلب المواد الغذائية و الأكسيجين الكافي لتعزيز نموه ، وهناك دراسات تؤكد أن الرجال الذين لديهم شعر كثيف في صدورهم هم الأكثر ذكاء . 

شعر الإبطين 

رغم أن شعر الإبطين هو من أكثر مناطق الشعر إزعاجاً ، إلا أن فوائده عديده : فهو يعمل علي حماية المنطقة المحيطة به و يحافظ علي الجلد في هذه المنظقة و يمنعه من التسلخ بحكم الحرارة الصادرة من الجسم . 

كما أنه يقلل من عملية الإحتكاك الطبيعية نتيجة المشي أو الجري بالأخص في الجزء العلوي من الذراع في الجسم . 

لذلك فلشعر الإبط أهمية كبيرة حيث يساعد علي نمو و تجديد الأوعية الدموية داخل الجسم ، وقد أوصانا الرسول الكريم علي نتف الإبط ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : الفطرة خمس : الختان و الإستحداد و قص الشعر و تقليم الأظافر و نتف الإبط " ولا ينبغي أن يُؤخَّر نتف الإبط عن أربعين يوم . 

شعر الأماكن الحساسة 

ينموا الشعر في مناطق حساسة عند الرجل و المرأة ، وللشعر في تلك المناطق فوائد : فهو يقلل الإحتكاك عموما و أثناء ممارسة الجنس بصفة خاصة ، كذلك فهو يمنع إنتقال البكتريا و مسببات الأمراض ، كما أن شعر العانة يعادل درجة حرارة هذة المنطقة من الجسم . 

وقد حثنا الرسول الكريم علي الإهتمام بنظافة تلك المناطق و التأكد من وصول الماء إلي منابت الشعر فيها ، فعن أنس رضي الله عنه قال : وُقِّت لنا في قص الشارب ، و تقليم الأظافر ، ونتف الإبط ، و حلق العانة ، أن لا تترك أكثر من أربعين يوم .