هناك علاقة طردية بين الإنسان و المال : فكلما زاد المال، زاد حبنا له ، قال الله تعالي : " وتحبون المال حُبا جما " [سورة الفجر : ٢٠] .
إذن فالمال فتنة كما جاء في الحديث الشريف أن النبي صلي الله عليه و سلم قال : " إن لكل أمة فتنة ، وإن فتنة أمتي المال" [أخرجه الترمذي] .
المال الحرام
نهي الإسلام عن الكسب الحرام لأنه بلاء علي صاحبه ، فهو يسبب قسوة القلب و يُطفيء نور الإيمان و يمنع إجابة الدعاء ويصبح وبالاً علي الأمة كلها ، فهو يؤدي إلي تفشي مساويء الأخلاق و السرقة و الرشوة و الربا و الغش و الإحتكار وأكل مال اليتيم و أكل أموال الناس بالباطل .
قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " يأتي علي الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه ، أمن الحلال أم من الحرام ؟ " [رواه البخاري] .
و يقول الله تعالي : " يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضي منكم ...." [سورة النساء : ٢٩] .
كما يقول الله تعالي : " إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نار و سيصلون سعيراً " [سورة النساء :١٠] .
أسباب الكسب الحرام
▪︎ عدم الخوف من الله : فالخوف من الله و الحياء منه أمور تقينا من الوقوع في الحرام ، فإذا نُزع الحياء من الإنسان فإنه لا يُبالي أكان مكسبه من حلال أم من حرام .
▪︎ الحرص علي الكسب السريع : فهناك بعض الناس يستعجلون في الحصول علي المال من أي جهة و بأي طريقة حتي لو كان من الحرام ، فالمكسب السريع عندهم هو الغاية و الهدف المنشود .
عن معاذ عن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال : " لن يزول قدم العبد يوم القيامة حتي يُسأل عن أربعة : عن جسده فيما أبلاه ، وعن عُمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين إكتسبه و فيما أنفقه ،،،، " رواه الترمذي .
▪︎ الطمع و عدم القناعة: يجب أن يعلم المسلم أن الأرزاق مقسمه مثل الآجال ، رُوي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم ، كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله يعطي الدنيا من يحب و من لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا لمن يحب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ، والذي نفسي بيده لا يُسلم عبد حتي يُسلم قلبه و لسانه ولا يؤمن حتي يأمن جاره بوائقه ، قالوا و ما البوائق يا نبي الله ؟ قال : ... لا يكسب عبداً مالاً من حرام فينفق منه فيُبارك له فيه ، ولا يتصدق به فيُقبل منه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده في النار ،،،" [أخرجه الإمام أحمد في المسند ] .
صورة تفشي المال الحرام
☆ الربا : فنجد أن من يأكل الربا أو ينشره أو يتعامل به يتعرض لغضب الله و رسوله ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لعن الله الربا و مؤكله و كاتبه و شاربه ، وقال هم سواء " .
☆ الرشوه : هناك من المسلمين من يقف ضد تسهيل مصالح العباد حتي يحصل علي الرشوة والتي يبررها الكثير من الناس و يسمونها الإكرامية ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لعنة الله علي الراشي و المرتشي " .
☆ سرقة المال العام : هناك من يسرق المال العام بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، فمنهم من يستغل ممتلكات العمل لقضاء مصالحه الشخصية ، ومنهم من يقترض عاقداً العزم علي عدم السداد متناسياً ما قاله الرسول صلي الله عليه وسلم : " من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدي الله عنه ، ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله " .
☆ منع الزكاة : هناك من الناس من تجب في أمواله الزكاة ولا يُخرجها وهنا تعتبر أموال الزكاة التي حبسها حرام عليه ، قال الله تعالي : " والذين يكنزون الذهب و الفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرة بعذاب أليم " .
☆ أكل مال اليتيم : قال الله تعالي : " إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما إنما يأكلون في بطونهم نار و سيصلون سعيرا " [سورة النساء : ١٠] .
☆ كذلك من صور المال الحرام : الخيانه و السرقه من وقت العمل و الإنصراف مبكراً و قبض المال عن عمل لم يؤديه الفرد . كذلك الغش في التجاره فهو يمحق البركة ، يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من غشنا فليس منا " .
أضرار الكسب الحرام
▪︎ غضب الله ودخول النار : فالمال الحرام يؤدي إلي غضب الله علي صاحبه و دخول النار ، قال رسول الله صلي الله ليه و سلم : " إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة " [رواه البخاري] .
▪︎ عدم قبول الدعاء : الكسب الحرام سبب في منع قبول الدعاء و رفع العمل الصالح لأن الله طيب لا يقبل إلا طيب ، قال الله تعالي : " يأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً " .
▪︎ ظلمة القلب و كسل الجوارح عن الطاعة : من أهم الآثار الضارة التي تحل علي صاحب الكسب الحرام هي ظلمة القلب والكسل عن أداء الطاعات لله تعالي و نزع البركة من الرزق و العمر .
▪︎ عدم قبول العمل الصالح : وقد كان من دعاء رسول الله صلي الله عليه و سلم : " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يُستجاب لها " .
فاللهم إرزقنا الحلال و بارك لنا فيه وجنبنا الحرام .
اللهم وسع علينا في ارزاقنا وارزقنا رزقا حلالا.
ردحذف