تعتبر الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم من أفضل الأذكار لما فيها من خير كثير ، فمن فضل الله علي هذه الأمة أنه سبحانه وتعالي أبقي لهم الوسيله لتحصيل ما يبتغون من بركات النبي وذلك عن طريق الصلاة عليه .
بل وأنه أمر جميع المسلمين بالصلاة و السلام عليه ، حيث قال الله تعالي : " إن الله وملائكته يصلون علي النبي ، يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " [ سورة الأحزاب :٦٥] .
صيغة الصلاة علي النبي
رُوي من حديث كعب بن عجرة قال : " إن النبي عليه الصلاة و السلام خرج علينا ، فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا : اللهم صل علي محمد و علي آل محمد ، كما صليت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم إنك حميد مجيد " .
الصلاة و السلام علي محمد
من فضائل الصلاة علي النبي ما رواه الترمزي عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أولي الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة " ، و رُوي أيضا أنه قال : " من صلي عليَّ صلاة صلي الله عليه عشر و كُتبت له بها عشر حسنات " .
كذلك فقد أمرنا سبحانه و تعالي بالسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقد روي النسائي عن عبد الله ابن أبي طلحة عن أبيه أن رسول الله جاء يوم و البِشرُ يُري في وجهه فقال : " أتاني الملك فقال : يا محمد إن ربك يقول : أما يُرضيك أنه لا يُصلي عليك أحداً إلا صليت عليه عشرا ، ولا يُسلم عليك أحدا إلا سلمت عليه عشرا " .
أفضل وقت للصلاة علي النبي
إتفق علماء الدين علي إستجابة الصلاة و السلام علي النبي صلي الله عليه وسلم في كل الأوقات وخاصه يوم الجمعة ، فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ ، فقال يارسول الله : كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْتَ (قال : يقول بَلَيت) ، قال : إن الله حرم علي الأرض أجساد الأنبياء " [ رواه أبو داود بإسناد صحيح ] .
لماذا أمرنا الله بالصلاة علي النبي ؟
إن الصلاة علي النبي عبادة أمرنا الله بها حيث قال : " إن الله و ملائكته يصلون علي النبي ..." [سورة الأحزاب : ٥٦] ، و الإمتثال لأمر الله أمر واجب علي كل مسلم بدون إعتراض .
كما يجب علينا الإقتداء بالله و ملائكته في الصلاة علي النبي جزاء علي بعض حقوقه علينا و تكميلا لإيماننا وتعظيما له صلي الله عليه وسلم و محبة و إكراما له .
أخطاء تحدث من بعض الناس عند الصلاة علي النبي
▪︎ زيادة لفظ "سيدنا" في الصلاة علي إبراهيم التي تقال عند التشهد الأخير من الصلاه ، فزيادتها لم ترد عن الرسول ولا عن أصحابه ولا التابعين ولا الأئمة الأربعة .
▪︎ من الأخطاء قول بعض الناس لبعض إذا نسي شيء : " صلي علي النبي " وهذا غير مناسب لأن مقام النسيان لا يتناسب إلا الإستعانه بالله علي التذكر ، قال تعالي " واذكر ربك إذا نسيت وقل عسي أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا " [سورة الكهف :٢٤] .
▪︎ كذلك من الأخطاء الجهر بالصلاة علي النبي أثناء صلاة الجمعة إذا ذكر الخطيب رسول الله ، فبعض العلماء يري أن علي المُصلي أن يصلي علي النبي في نفسه ، والبعض يري أن يسكت ولا يصلي ، فقد صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال : " إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة : أنصت والإمام يخطب فقد لَغَوْت" .
الحكمة من الصلاة علي إبراهيم في التشهد دون سائر الأنبياء
تجيب دار الإفتاء عن هذا بأن النبي رأي في المعراج جميع الأنبياء و المرسلين و سلم عليهم ولم يسلم أحد منهم علي أمته غير إبراهيم ، فأمرنا عليه السلام بالصلاة عليه مجازاة علي إحسانه .
كذلك يقال أن إبراهيم لما فرغ من بناء الكعبة دعا لأمة محمد عليه الصلاة و السلام وقال : اللهم من حجَّ هذا البيت من أمة محمد فَهَبهُ مني السلام ، كذلك دعي لأهله وأولادهم بهذه الدعوه ، فأمرنا بالدعاء لهم مجازاة علي حسن صنعهم .
لماذا يحظر إختصار عبارة "صلي الله عليه وسلم "
يكتفي بعض الكتاب و الصحفيين عند ورود إسم النبي صلي الله عليه وسلم بالإكتفاء بحرف (ص) أو ( صلعم) وفي ذلك مخالفة لنص القرآن الكريم المتمثل في قول الله تعالي : " إن الله وملائكته يصلون علي النبي ..." [سورة الأحزاب : ٥٦] .
كما أن في ذلك مخالفة لما كان عليه السلف الصالح ، حيث لم يرد عن أحدهم إختصار الصلاة علي النبي ، وكل مؤلفاتهم مشفوعه بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم .
إقتران إسم النبي بإسم الله سبحانه وتعالي
حين أراد الله سبحانه و تعالي أن يرفع ذكر الرسول صلي الله عليه و سلم قرن إسمه بإسم الرسول في القرآن الكريم ، قال الله تعالي : " ورفعنا لك ذكرك" فلا يُذكر إسم الذات العليا إلا وذكر الرسول مقرونا بها ، ومعها يتجلي هذا المعني في الأذان و الصلاة ، حتي لا يخلوا زمان من ذكر إسمه أناء الليل و أطراف النهار .
كما قرن إسمه عليه الصلاة و السلام بالشهادة لله بالألوهية ، فلا يصح دين إلا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله .
تعليقات
إرسال تعليق