أثار فيلم "أصحاب ولا أعز" ضجة كبيرة في مصر الأيام الماضية . فقد أثارت ردود فعل العلمانيين و الليبراليين من تزايد ردود فعل الأصوليين تجاه الفيلم .
فجاءت إنتقادات من المحافظين علي وسائل التواصل الاجتماعي بأن شبكة "نتفليكس" الأمريكية تسعي لنشر أفكار منحرفة و تحاول تطبيع تلك الأفكار . بينما دافع مؤيدون عن حق المشاهدين في إختيار ما يشاهدونه ، و جادل آخرون بأن أولئك الذين ينكرون وجود الرذائل في مجتمعاتهم مثل النعام الذي يدفن رؤوسهم في الرمال.
حبكة الفيلم
تدور حبكة الفيلم حول سبعة من الأصدقاء قرروا أثناء إجتماعهم علي مائدة العشاء في منزل أحدهم ممارسة لعبة تتضمن وضع هواتفهم المحمولة علي مائدة العشاء ، وجعل جميع مكالماتهم الواردة و رسائلهم النصية علنية .
و كانت النتائج كارثية كما هو متوقع حيث أصبحت هواتفنا مستودعات لذواتنا الخفية . و تبين من خلال المكالمات أن إثنان من الأصدقاء قاما بخداع أزواجهم : زوجة تخون زوجها مع أحد أصدقاءه الموجودين بالفعل بحجة أنه لا يمارس معها العلاقة الزوجية منذ سنة ، و الآخر كان مثلي الجنس . و آخر كان يطلب صور إباحية و كان يحصل عليها فعلا .
كما كان من بينهم والد تستشيره إبنته من خلال مكالمة في أن تنام الليلة عند أحد أصدقائها و تمارس معه الجنس لأول مرة و كان في حقيبتها واقي ذكري ، فما كان من الوالد إلا أن يعطيها حرية الإختيار كما رباها عليها من قبل.
نتفليكس و دورها في إفساد المجتمع
يري المحافظين أن شبكة نتفليكس أكثر ما تنشره من أفلام و مسلسلات هو محتوي غير أخلاقي مثل المحتويات التي تدعو إلي الإنحرافات الجنسية و الدعوة إلي التحرر و إنتزاع أي روابط لها علاقات بالدين .
كما تحاول المنصة تصدير فكرة تقبل المثلية و الشذوذ الجنسي بشكل غير مباشر و أن الآباء و الأمهات لابد أن يشجعوا أبنائهم علي تقبل ميولهم الجنسية و يعلنوا عنها بدون خجل ، و أن المثلي هو شخص مظلوم و مقهور و يجب أن ينتصر في النهاية و أن إنتصاره هو أسمي معاني الإنسانية .
كما تحاول نتفليكس أن تجذب أعداد هائلة من المشاهدين و خاصة الفئات العمرية الشبابية و المراهقة ، و ساعدها علي ذلك دخول الانترنيت بشكل رخيص التكاليف و بسرعات عالية داخل كل البيوت .
ومحتوي نتفليكس لا يعاني منه المسلمون فقط بل كل دول العالم . و يقف وراء نتفليكس مؤسسات تريد نشر الإنحلال الأخلاقي . و لذلك تم تدشين حملات في الغرب وفي الولايات المتحدة الأمريكية لمقاطعة منصة نتفليكس بسبب إستغلالها للاطفال للترويج للممارسات الجنسية .
محاولة تطبيع معاهدة "سيداو"
تحاول منذ ١٩٨١ منظمة الأمم المتحدة نشر و تطبيق مبادئ معاهدة " سيداو"وهي إتفاقية "القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة" . و لمَّا واجهت المنظمة حربا ضد مبادئ تلك الإتفاقية في الدول الإسلامية ، فقامت تحاول و منذ ذلك الوقت بطَرق جميع الأبواب:
التهديد ، و تارة بالعقوبات ، و تارة أخري بمنع المساعدات وآخرين بالغزو الثقافي الذي تَمثل في الفيلم " أصحاب ولا أعز" الذي جسَّد و شخَّص بنود الإتفاقية في قالب درامي سينمائي. فالإتفاقية تدعو الي حظر جميع أشكال التمييز ضد المرأة و تدعو لإزالة الفوارق الموجودة في المجتمع بين الرجل و المرأة نهائيا .
فالرجل يمكنه الزواج برجل مثله و المرأة يمكنها أن تتزوج بإمرأة مثلها . كما أن الإتفاقية لا تحرِّم العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج لكلا الزوجين و تحُث علي عدم التعرض لأطفالنا إن إختاروا الشذوذ . و المرأة حرة في جسدها كما أن الرجل حر في جسده .
و هذا يختلف بالطبع عن نظرة الإسلام التي تجعل الرجل و المرأة يكملان بعضهما و أن تصرفاتهما تحكمها الأخلاق و الآداب و الضوابط .
نقابة الممثلين تدعم فنانة الأندر
في بيانها أعلنت نقابة المهن التمثيلية أنها تحمي حرية الإبداع و التعبير الفني ولن تقف مكتوفة الأيدي في وجه اي إعتداءات لفظية لأي فنان . و أكدت النقابة أن دور الفن و القوة الناعمة هو معالجة القضايا الأخلاقية و دق ناقوس الخطر بشأن الظواهر العديدة الخطيرة التي تتسرب الي مجتمعنا ، و يجب علي الفنانين المصريين مواجهة هذه الظواهر و كشفها من خلال أعمالهم ، مؤكدة أن دور الفن هو تسليط الضوء علي القضايا المهمة في المجتمع سواء كانت قضايا ظاهرة ام مكبوتة .
نظرة الإسلام و المسيحية من المثلية الجنسية
إتفق علماء المسلمين علي تحريم الممارسات المثلية الجنسية و إعتبروها من الكبائر . و قررت الشريعة الإسلامية عقوبات دنيوية مشددة علي كل من يرتكب هذا العمل الشنيع سواء من الرجال المثليين أو من النساء المثليات.
قال الله تعالي في كتابه الكريم : " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا و الآخرة." {النساء:١٩]
كذلك فأغلب الطوائف المسيحية تري أن الممارسات الجنسية المثلية هي ممارسات غير أخلاقية و خطيئة . و قد ندد آباء الكنيسة علي مدي التاريخ بالنشاط الجنسي المثلي و أقروا بأنه يتعارض مع الكتاب المقدس .
تعليقات
إرسال تعليق