نحمد الله الذي خلقنا و جعل لنا مواسماً للطاعات و أوقاتاً فاضلة مباركة نستطيع أن نستكثر فيها و ننهم من صالح الأعمال.
و في هذه الأوقات التي إختارها الله تكثر و تعظم الأجور و الحسنات.
قال تعالي : " وربك يخلق ما يشاء و يختار . ما كان لهم الخيرة سبحانه و تعالي هنا يشركون . " [سورة القصص : ٦٨]
و قد منَّ الله علينا بأيام فاضلات جعل العبادة أفضل و أعظم أجراً من العبادة في غيرها . إنها أيام و مواسم تُضاعَف فيها الحسنات و تُرفع فيها الدرجات .
و من أفضل تلك المواسم عشر ذي الحجة : أفضل أيام الدنيا ، أقسم الله بها في كتابه الكريم : "والفجر . وليال عشر." [سورة الفجر:١-٢]. و قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل و التكبير و التحميد."
هل لعشر الحجة فضل علي ما سواها من الأيام الأخري؟
عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلي الله عليه و سلم قال : ما من عمل أزكي عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحي ، قيل : ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل ، قال : ولا الجهاد في سبيل الله عز و جل ، إلا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيئ." و قد دل الحديث الشريف علي فضيلة العمل الصالح في أيام العشر الأولي من شهر الحجة ، كما دل علي أن الجهاد أفضل الأعمال .
الأعمال الصالحة التي يجب أن نجتهد في القيام بها في عشر الحجة
الصلاة في وقتها ، و الصيام ، و الذكر ، و التكبير ، و ختم القرآن ، و الأضحية .
كذلك أعمال البر : بر الوالدين و صلة الأرحام و الأقارب ، و إطعام الطعام ، و لين الكلام ، و حسن الخلق ، و إفشاء السلام علي من عرفت و من لم تعرف. والأمر بالمعروف ، و الإصلاح بين الناس ، و الصدقة و الإنفاق في سبيل الله.
كذلك الإحسان إلي الجار ، و كفالة الأيتام ، و زيارة المرضي ، و السَّعي في حوائج المسلمين و كف الشر عنهم و الصلاة علي النبي ، و غض البصر عن الحرام ، والدعاء للمسلمين بظهر الغيب ، وسلامة الصدر و ترك التباغض و التعاون علي الخير.
صيام أيام العشر من ذي الحجة
سُميت الأيام العشر رغم أننا نصوم ٩ أيام فقط ، لأن يوم العيد أو يوم النحر يدخل في فضل هذه الأيام و يكثر الذكر و ذبح الأضحية ، فأصبحت ١٠ أيام كاملة .
و الصيام في الأيام العشر من ذي الحجة من صيام التطوع و ليس الفرض لمن إستطاع ، و لا يشترط صيامها كلها. فمن صام فيها يوما أو يومين فقط فقد تقرب إلي الله بعمل صالح يؤجر عليه .
و يستحب صيام الأيام العشر ما عدا يوم العيد و أيام التشريق الثلاثة لما ثَبُت في البخاري و مسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم : " ما من عبد يَصوم يوما في سبيل الله إلا باعد بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا."
عشر ذي الحجة و العشر الأواخر من رمضان- أيهما أفضل ؟
أجاب ابن تيمية عن هذا السؤال: أيام عشر الحجة أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان ، و الليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، فليس من أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله من أيام ذي الحجة : فيها يوم عرفة، و يوم النحر ، و يوم التروية.
أما ليالي العشر الأواخر من رمضان فهي ليالي إحياء ، كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يُحييها كلها، و فيها ليلة خير من ألف شهر نَتَحرَّاها طوال ليالي العشر الأواخر من رمضان.
تعليقات
إرسال تعليق