إذا كانت شمس الصيف جميلة و ممتعة و مفيدة ، إلا أنها أحيانا قد تكون خطيرة ، حيث تنبعث منها الأشعة فوق البنفسجية و التي تُمثل تهديدا للأشخاص الذين يخرجون في النهار .
و التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة قد يُفقد الجسم القدرة علي التعرق ، و هي الآلية التي تحافظ علي الجسم في حالة صحية سليمة .
و بالتالي إذا كان الجسم غير قادر علي التعرق في الحر ، فيمكن إصابته بضربة شمس و أحيانا بما يسمي بالتسمم الشمسي . و هذا ما يلحق بأضرار بالغة بالجلد و الشعر .
ضربات الشمس
تتراوح ضربات الشمس بين الخفيفة و الشديدة ، و يتوقف ذلك علي مدي التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة ممكن تصل درجة حرارة الجسم الأساسية إلي أكثر من ٤١ درجة مئوية.
و هناك نوعان من ضربات الشمس : الأول يتمثل في فقدان الجسم للمياه ، و الثاني يتمثل في فقدان الجسم للأملاح.
و تعتبر ضربات الشمس خطيرة لأنها ترتبط بعلامات ضعف الجهاز العصبي المركزي، و تسبب تلفاً في الدماغ و فشلاً في الأعصاب قد يصل إلي الموت .
(*) تاثير إرتفاع درجة الحرارة علي وظائف الجسم.
أول ما يحدث هو زيادة كل من معدل التنفس و ضربات القلب. و بمجرد وصول درجة حرارة الجسم إلي ٤٢ درجة مئوية ، يتوقف عدد من أنزيمات الجسم عن العمل و يتم إطلاق وسطاء الالتهابات من خلايا الجسم و التي ينخفض معها ضغط الدم و تبدأ الأعضاء في الانغلاق واحدا تلو الآخر . و يمكن أن تؤدي ضربات الشمس إلي الوفاة.
(*) هل يمكن منع ضربات الشمس؟
يمكن ذلك عن طريق إدراك الظروف البيئية تعديل الأنشطة التي نقوم بها في النهار و التي يمكن التعرض فيها لأشعة الشمس.و لا يجب فقط معرفة درجة حرارة الحرارة المحيطة بل و أيضا إدراك الحرارة المشعة من التعرض لأشعة الشمس . كما تعتبر مستويات الرطوبة مهمة لأن الآلية الرئيسية لأجسامنا للتعامل مع الحرارة هي إنتاج العرق لتحديد الحرارة من خلال التبخر ، لكن فقدان الحرارة التبخيري يصبح غير فعال بمجرد وصول الرطوبة إلي ٧٥٪ .
وقد أوصي الأطباء بأنه عند التعرض للحرارة الشمس ، يجب تجنب إرتداء طبقات كبيرة من الملابس للحفاظ علي مستوي جيد من الماء و الاعتدال في مستوي الأعمال البدنية و العضلية. كما أوصوا بالإنتباه إلي العلامات المبكرة لضربات الشمس مثل تقلصات العضلات و الضعف و الخمول و الغثيان و الدوار ،
كذلك فقد أوصوا باليقظة بالنسبة للأشخاص الذين يكونون عرضة أسرع من غيرهم للتأثر بأشعة الشمس و بالتالي الإصابة بضربات الشمس مثل كبار السن و الاطفال.
(*) علاج ضربات الشمس.
يجب سرعة التعامل مع ضربات الشمس و ذلك بوضع الماء البارد لفترات قصيرة أو كمادة باردة أو ثلجا علي المنطقة المصابة و محاولة ترطيب البشرة بغسول غير كحولي أو زيتي، كما يمكن تناول مسكن للألم مثل الايبوبروفين.
التسمم الشمسي
التسمم الشمسي لا يعني التعرض الفعلي للتسمم بالشمس، لكنه مُصطلح يستخدمه الشخص العادي للإشارة إلي الأعراض التي تُصاحب حروق الشمس الشديدة نتيجة التعرض للأشعة الفوق بنفسجية. وهو لا يُمثل فقط مجرد طفح جلدي بل تصاحبه أعراض مثل : الغثيان و القيء و الحمي و القشعريرة و الصداع و الإعياء الشديد. كما يمكن إصابة الشخص بطفح جلدي مثير الحكة و الحساسية .
و ينشأ ذلك كرد فعل للجهاز المناعي تجاه تعرضه لأشعة الشمس. و هذه التفاعلات أحيانا تكون موروثة و بعضها يتفاقم بسبب الأدوية مثل المضادات الحيوية و بعضها بسبب تفاعل الشمس مع العطور و الصابون و أي مواد كيماوية أخري مع البشرة.
(*) تاثير درجة الحرارة علي و ظايف الجسم.
يمكن أن تتسبب أشعة الشمس إلي حدوث إعتام عدسة العين أو جزء من الشبكية، و لذلك يجب إرتداء النظارات الشمسية التي تحجب ٩٩ - ١٠٠٪ من الأشعة فوق البنفسجية . كذلك قد يؤدي التعرض لأشعة الشمس إلي تثبيط الأداء السليم لجهاز مناعة الجسم.
(*) كيف يمكن منع حدوث التسمم الشمسي؟
أهم طرق الحماية من التسمم الشمسي هو البقاء بعيداً عن الشمس عندما تكون في زاوية عالية في السماء (بين ١٠ ص -٤م) و إرتداء الملابس الداكنة و إستخدام الواقي الشمسي .
و رغم نصيحة الأطباء بالإبتعاد عن الشمس بقدر الإمكان إلا أنهم ينصحون بالتعرض للشمس في الصباح الباكر و قبل المغرب لأخذ جرعات من فيتامين (د).
كما ينصح الأطباء بإرتداء الملابس ذات الألوان الداكنة للحماية و الابتعاد بالأطفال و كبار السن عن أشعة الشمس المباشرة.
(*) كم من الوقت يستغرق زوال التسمم الشمسي؟
يمكن أن يستمر التسمم بأشعة الشمس لأسابيع حسب شدة الحرق. و من الخطورة تعرض الجلد للخدش لأن الجلد يكون عرضة لخطر الإصابة بالعدوى.
(*) كيف يمكن علاج التسمم الشمسي؟
يمكن علاج التسمم الشمسي و ذلك بإستخدام الحمامات الباردة و الكمادات الباردة، و كذلك كريمات الستيرويد و مسكنات الالم بوصفة طبية.كما يمكن إستخدام المضادات الحيوية و السوائل الوريدية للجفاف إذا إستدعي الأمر و ذلك بعد العرض علي الطبيب.
الفرق بين أعراض ضربات الشمس و التسمم الشمسي مع أعراض كورونا
تتداخل أعراض ضربات الشمس و التسمم الشمسي مع أعراض كورونا و منها إرتفاع درجة الحرارة و الصداع و فقدان الشهية و التعرق الشديد و تحول البشرة للشحوب ، كما يُصاب الشخص بالتنفس السريع و تسارع النبض ، و من الممكن إصابته بتشنجات في الساقين و الذراعين و المعدة. و في العادة فإن تلك الأعراض كلها قد لا تمثل خطورة في حالة إستعادة الشخص برودة جسمه خلال ٣٠ دقيقة و ذلك عبر الإنتقال إلي مكان بارد أو شرب كمية كبيرة من الماء البارد و الاستلقاء علي الظهر مع رفع القدمين قليلا،
لكن قد تتسبب الإصابة بكورونا بالإضافة إلي إرتفاع درجة الحرارة بسبب ضربات الشمس إلي قشعريرة و سعال مستمر و فقدان لحاستي الشم و التذوق و تغيرهما. كما تشتمل علي إلتهاب الحلق و سيلان في الأنف و أحيانا الاسهال الشديد.
تعليقات
إرسال تعليق