تحدي تشارلي ... تشالي

سمعنا جميعاً هذه الأيام عن لعبة مرعبة و شيطانية تسمي " تحدي تشارلي..تشارلي " ، و هي لعبة جنونية تنتشر عبر و سائل التواصل الإجتماعي .

 ويلعب هذه اللعبة الشباب المراهقون في المدارس و بالأخص الإعدادية ، وهي لعبة مُخيفة تعتمد علي إستحضار  الجن و الشياطين. 

  كيف تبدأ اللعبة؟

بدأ الناس في التعرف علي اللعبة بعد أن نشر العديد من الشباب و المراهقين مقاطع فيديو لهم و هم يلعبونها .

 و قد إنتشرت اللعبة بعد ذلك كالنار في الهشيم. إلا أنه ليس من الواضح من أين جاءت هذه اللعبة . و يبدأ التحدي في اللعبة هكذا : شخص ما يرسم أربعة مربعات علي قطعة من الورق تُصَنَّف إثنان ب" نعم" و إثنان ب " لا". ثم يتم وضع قلمين علي الورق أحدهما فوق الآخر بحيث يوضعان علي شكل صليب.

و تبدأ اللعبة بأن يسأل أحد اللاعبين بصوت عال"تشارلي..تشارلي، هل يمكننا اللعب؟"  ثم ينتظر حتي يتحرك القلم إلي إحدى المربعات" نعم" أو " لا".

و تبدأ اللعبة بعد ذلك بأن يطرح المشاركون على تشارلي عدد من الأسئلة ليتحرك القلم للإجابة عليها و ذلك بالتحرك إلي " نعم " أو "لا" : هل سأنجح في الإمتحان؟ هل سأتزوج قريبا؟ هل سأنجب إنثي؟ هل فلان يحبني؟ 

وهنا يتأثر العديد من الأطفال المراهقين الحاضرين سلبا  بالتحدي بما يشعرهم بالخوف الشديد . 

و عندما يرغب الشخص في إنهاء اللعبة أو الإنسحاب عليه أن يقول good bye لكسر التواصل حتي لا يتبعه تشارلي في كل مكان. 

العلم وراء ذلك التحدي

يعتقد العلماء أن هناك تفسير منطقي و بسيط لهذا التحدي : الجاذبية . حيث تؤدي موازنة قلم رصاص فوق الآخر إلي ترك القلم العلوي غير مُستقر ، بالإضافة إلي الميلودراما التي تحيط بالأولاد و اللعبة مثل الغرفة و المكان التي تؤدي فيه اللعبة و يكونان مظلمان .

 و يصبح هنا كل ما يتطلبه الأمر لتحريك القلم هو النَّفَس الثقيل أو الحركة اللاواعية من أحد المشاركين التي تُؤدي إلي تحرك القلم سواء إلي " نعم" أو إلي "لا" .

نصائح إلي أولياء الأمور لمواجهة "تحدي تشارلي" في الدارس

ضرورة تنمية مهارات الأبناء و توظيفها بما ينفعهم و ينفع مجتمعهم و ضرورة إستثمار وقت الشباب و شغل أوقات فراغهم في العلوم و الأنشطة العقلية و البدنية المفيدة. كما يجب متابعة تطبيقات هواتف الأبناء و عدم تركها معهم لفترات طويلة دون أي رقابة من أولياء الأمور.

كما يجب مشاركة الشباب و تشجيعهم لإستثمار أوقات فراغهم بما ينفعهم و ينفع أسرهم و المجتمع كله.

كذلك توجيههم لإختيار خير الأصحاب و متابعتهم في الدراسة و التواصل المستمر مع معلميهم .

تحدي تشارلي من منظور شرعي

يعتبر الإسلام أن المُمَارس لهذه اللعبة ظنا منه أنه يخاطب الجن و يستعين بهم لقضاء بعض حاجاته و مستفيدا من بعض عملهم، فهذا العمل مُحَرم ووسيلة إلي الشرك .

و تري لجنة الفتوي الدائمة بالأزهر أنه "لا يجوز الإستعانة بالجن مطلقا لأنه عالم غائب عنا ، قال الله تعالي فيهم : " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا." { سورة الجن : ٦}

كما أن الأستعانة بعموم الجن و تعظيمهم و الشياطين في نفوس الأطفال و الشباب و ترويعهم و تخويفهم من هذه الكائنات الخفية من الأمور المنهي عنها تماما وتعتبر من الشرك الأكبر. قال الله تعالي:" إنما ذلكم الشيطان بخوف أولياؤه فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين ." { سورة آل عمران : ١٧٥ }

فيجب إجتناب هذه الممارسة الخطيرة و الإنكار علي من ينشرها و لو كان علي سبيل الفكاهة لأن العقائد ليست محلا للمزح و اللعب ، و علينا الإعتزاز بهويتنا الدينية و عقيدتنا الإسلامية الصافية و ألا نكون كالإمَّعة نتَّبع كل مُقلد و ناعق .