سَهَّلت وسائل التواصل الإجتماعي تداول الأفكار بأنواعها في جو من السرية التامة ، و ذلك بإستخدام الرسائل الرقمية أو الصور أو المكالمات الصوتية أو المصورة و التي تحتوي علي تواصل حميم أو جنسي.
و أصبح هذا التواصل بيئة خصبة للخروج عن المألوف أملا في الحصول علي الإشباع العاطفي ، و هذا ما أطلق عليه الخيانة الألكترونية و التي تعتبر من سلبيات التقدم التكنولوجي و التي تلجأ إليها الزوجة أحيانا لعدة أسباب.
أسباب لجوء الزوجة للخيانة الألكترونية
(١) بقاء الزوجة بمفردها لفترات طويلة:
زوجها يعمل لفترات طويلة، رجوعه متأخر من الليل، سفر الزوج كثيرا و لفترات طويلة، فتلجأ الزوجة لملئ فراغها ووقتها بإستخدام الهاتف و التعرف علي أشخاص تبدأ معهم علاقة صداقة سرعان ما تتحول إلي خيانة.
(٢) إهمال الزوج :
و عدم الإهتمام بزوجته و عدم الإلتفات لها و تلبية طلباتها العاطفية، مما يدفعها للبحث عن شخص آخر يعيرها الإهتمام الذي تفقده من زوجها ، و مبادلتها المشاعر عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي و تطبيقات التعارف.
(٣) صديقات السوء اللواتي يفتحن أعين الزوجة و بدفعونها للإنخراط في علاقات مع الرجال علي مواقع التواصل.
(٤) سهولة إقامة علاقة مع رجال أجانب علي مواقع التواصل : سهولة حذف المحادثات، إخفاء المكالمات مما يجعل المرأة تنجذب بسرعة مع شخص آخر تشعر تجاهه بالراحة و تستطيع من خلاله الإفصاح عن كل ما تريده بسهولة و بدون رادع.
علامات تدل علي خيانة الزوجة لزوجها علي الهاتف
(١) قضاء الزوجة وقت طويل علي الهاتف علي حساب إهمالها لزوجها و إهمال أعمال البيت و إهماها لأطفالها و يكون ذلك بصورة أكبر في حالة عدم تواجد الزوج في البيت.
(٢) الحفاظ علي هاتفها بشكل مُلفت و ذلك بتغيير كلمة السر الخاصة بالهاتف بصفة متكررة، بل إستخدام كلمة سر لغالبية تطبيقات التواصل الإجتماعي، و محاولة إخفاء الإشعارات خوفا من إنكشاف أمرها و كشف زوجها لخيانتها.
(٣) وضع الزوجة هاتفها علي وضع صامت حتي لا ينتبه زوجها إلي الإتصالات و الرسائل و الإشعارات .
(٤) كثرة إهتمام الزوجة بنفسها و إعتنائها بإبراز جمالها أكثر من المعتاد و بالأخص في حالة عدم وجود زوجها في البيت ، و كثرة إلتقاطها صور لنفسها و الإحتفاظ بها علي هاتفها لإرسالها لمن تريد في الوقت المناسب.
(٥) محاولة إفتعال المشاكل و إثارة المشاجرات الدائمة كما أنها تكون دائمة التهديد برغبتها الشديدة في الطلاق و إنهاء العلاقة و إبدائها الملل من زوجها.
(٦) وجود حسابات سرية و همية للزوجة علي مواقع التواصل و أحيانا يكتشف الزوج أن زوجته لديها هاتف آخر سري لا يعلم عنه شيئ.
مخاطر التواصل الإجتماعي علي الحياة الزوجية
(١) قضاء وقت طويل علي مواقع التواصل الإجتماعي : الفيس بوك و إنستجرام، و مشاهدة الصور الجميلة مما ينعكس سلبا علي الحياة الزوجية و ذلك عند المقارنة بين الصور علي تلك المواقع و الواقع الذي يعيشه الزوچين، و بالتالي تصبح الصورة مُشَوهة لواقع الحياة الزوجية القائمة.
(٢) الإفراط في إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي لساعات طويلة يقلل من الألفة بين الزوجين و يؤثر علي التفاصيل اليومية في الحياة الزوجية و الإعتناء بالزوج.
(٣) يؤدي الإفراط في إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي علي تقليص الروتين اليومي للزوجين و يقلل وقت قضائهما للوقت معا و بالتالي يقلل فرص التواصل و التحدث العميق بينهما.
(٤) مع كثرة إستخدام الهاتف و الكومبيوتر و مع الوقت يصل البعض إلي درجة الإهتمام بالمحادثات و قضاء الوقت علي وسائل التواصل أكثر من الإهتمام بأولادهم وشؤون المنزل و شركاء الحياة.
كيف يمكن تجنب الخيانة الزوجية علي مواقع التواصل الإجتماعي
يساعد الإفراط في إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي مع مرور الوقت إلي إبعاد الزوجين و أهم رابطة في حياتهما و هي الرابطة الزوجية، إلا أنه يمكن تقنين ذلك عن طريق:
(١) تحديد و تقنين الوقت علي مواقع التواصل : يجب تقنين الوقت الذي يقضيه كل من الزوجين على مواقع التواصل و تصفح الإنترنت، فكلما إزداد هذا الوقت إنعكس ذلك سلبا علي جودة العلاقة الزوجية.
(٢) الشفافية بين الزوجين : فإذا إخترنا الشفافية لتكون بين الزوجين فهذا لا يعني أن يخترق الزوجان خصوصية بعضهما ، لكن لا يجب أن تكون هناك حالة من الغموض و السرية في نشاط الزوجين علي مواقع التواصل و التي تخلق الشكوك و تغذيها بإستمرار.
(٣) تخصيص وقت للمحادثات وجها لوجه : إذا كانت وسائل التواصل تؤدي إلي إبتعاد الزوجين عن بعضهما ، فيجب أن يتحرر الزوجان من سيطرة وسائل التواصل و أن يتحدثا مع بعضهما وجها لوجه.
(٤) مناطق عدم إستخدام الهاتف داخل البيت : يجب تخصيص مناطق بالمنزل يمنع فيها الزوجان إستخدام وسائل التواصل بل و إستخدام الإنترنت كلية : غرفة النوم ، و غرفة الطعام .
(٥) إستبدال الإيموجي : الإتفاق علي إستبدال إيموجي الحب بكلمات حب حقيقية: كلمات حب ، و قبلات ، و أحضان .
(٥) عدم قبول أصدقاء وهميين علي مواقع التواصل : فعلي الأقل يجب أن يكون صاحب الحساب له معلومات حقيقية بل و صديقا معروفا علي الأقل لكل من الزوجين لكي يبعد الشك عن الزوجين
حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها
لا شك أن الخيانة بشكل عام تعتبر من الأمور المُحَرَّمة التي نهي عنها الإسلام، قال الله تعالي : " إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور." و قد أضاف الله سبحانه و تعالي في هذه الآية الخيانة إلي الكفر و جعل الخائن كفورا، أي شديد الكفر.
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوي الألگترونية أن العلاقة الغير شرعية بين الرجل و المرأة هي خيانة لميثاق الزواج بينهما و خيانة للأمانة و يعتبرها الإسلام من المنكرات العظمي .
و إذا أصرت المرأة علي الخيانة فإنه من المستحب تطليق الزوجة و فراقها ، و قد أوضح إبن قدامة في " المغني" أثناء عرضه لأحكام الطلاق " أن تكون المرأة غير عفيفة."
تعليقات
إرسال تعليق