إستمطار السحب هو عملية تتم لخلق المطر صناعياً حيث يتم إرسال مواد كيماوية مثل يوديد الفضة أو يوديد البوتاسيوم أو الجليد الجاف إلي الغلاف الجوي كمحفزات لتحسين قدرة السحب علي إنتاج المطر و الثلج .
و يعتمد الوقت المستغرق لتوليد المطر علي الجزء من السحابة المراد حقنها بالمواد الكيماوية ليحدث إتحاد لجزئيات السحابة لتشكيل جزئيات أكبر تؤدي إلي الإنطلاق في الطبقات العليا و تأتي بنتائج أسرع لهطول الأمطار.
طرق إستمطار السحب صناعيا
(١) إستمطار السحب الثابت : و يتم عن طريق رش جزئيات الملح علي السحب بإستخدام طائرات خاصة أو صواريخ أو أجهزة تشتيت . فتعمل جزئيات الملح : يوديد الفضة أو يوديد البوتاسيوم كنواة لتكثيف الماء داخل السحابة ، فتتكثف قطرات المطر و تؤدي إلي تساقط الأمطار.
(٢) التلقيح الديناميكي للسحب : و تعتمد هذه الطريقة علي تعزيز التيارات الهوائية لزيادة الرطوبة التي تنتجها السحابة و الذي يترجم إلي مزيد من المطر.
(٣) إستمطار السحب الرطبة : و تقوم هذه الطريقة علي إدخال الأملاح علي الأجزاء السفلية ، فيزداد الملح و ينضم إليه الماء فيؤدي إلي هطول الأمطار . و تستخدم هذه الطريقة فوق الأماكن المحترقة مثل الغابات.
إيجابيات الإستمطار الصناعي
(١) خلق المطر في المناطق التي يصعب فيها هطول الأمطار للحفاظ علي خصوبة الأرض و رطوبتها للأغراض الصناعية.
(٢) تعزيز الإقتصاد لأن الإستمطار الصناعي يؤدي إلي تحسين مستويات المعيشة في المناطق ذات المناخات الفقيرة و يؤدي إلي توفير الغذاء للإنسان و الحيوان.
(٣) يعتبر الإستمطار الصناعي وسيلة هامة للتحكم في الأحوال الجوية السائدة في مناطق كثيرة: فإذا كان يستخدم في تحسين كمية الأمطار في بعض الأماكن، فهو يستخدم أيضا للحد من كميات هطول الأمطار: فوق المطارات مثلا لضمان سلامة إقلاع و هبوط الطائرات.
(٤) الإستمطار الصناعي يعمل علي تكثيف السحب فوق المناطق الجافة و المهددة بنضوب أو قلة الماء مثل الأنهار و البحيرات و إمدام تلك المصادر بمياه الأمطار.
(٥) يعمل الإستمطار علي خلق المزيد من فرص العمل في المناطق التي أمدها بالأمطار و أصبحت بيئة زراعية جيدة.
سلبيات الإستمطار الصناعي
(١) إستخدام يوديد الفضة في عملية الإستمطار الصناعي قد يكون له أضرار علي صحة البيئة . فالفضة معدن قاتل و سام و يضر بصحة النباتات و البشر و الحيوانات. كما أن اليود له تأثيرات سلبية ضارة علي الناس : الصداع و الطفح الجلدي و سيلان الأنف.(٢) التكلفة الباهظة لعملية الإستمطار الصناعي ، فهو يستخدم الطائرات والصواريخ لإيصال المواد الكيماوية للسحب. مع العلم أن هناك الكثير من المناطق التي تحتاج لهطول الأمطار لا تتمتع بالدعم المالي الكافي.
(٣) يمكن أن يتسبب الإستمطار الصناعي في تحميض المحيطات و نضوب طبقة الأوزون و زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
الإستمطار الصناعي بين الماضي و الحاضر
*) إستخدمت القوات الأمريكية إستمطار السحب في حرب فيتنام بغرض الإبقاء علي إنتشار الطين و الوحل بفعل الأمطار لإعاقة قوات الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام.
*) لجأ طيارو جيش الإتحاد السوفيتي إلي إستمطار السحب بعد كارثة تشارنوبيل لمنع الجسيمات المشعة العالقة بالسحب من الوصول إلي موسكو .
*) إستخدمت روسيا الإستمطار الصناعي ٢٠٠٦ أثناء إنعقاد قمة الثمانية الصناعي في روسيا لضمان صفاء السماء أثناء أنعقاد القمة.
*) إستخدمت الصين إستمطار السحب لإبقاء دورة الألعاب الأوليمبية في بكين ٢٠٠٨ خالية من الأمطار وذلك بإنزال الأمطار قبل الإفتتاح و تصفية السماء تماماً.
*) قبل زفاف الأمير وليام و كيت ميدلتون تم رش عدة أطنان من الجليد الجاف لتشتيت السحب الركامية لضمان عدم تهديد الأمطار بإنهيار حفل الزفاف الملكي.
*) في عام ٢٠٢٠ قامت إمارة دبي بإستمطار السحب بتجربة أكثر صداقة للبيئة عن طريق إدارة الشحنات الكهربية من خلال طائرات بدون طيار تعمل بالبطاريات لتجعل قطرات المطر تلتصق ببعضها مما يؤدي إلي معدل عال لسقوط الأمطار.
*) أطلق أبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا ٢٠٢٠ مشروع إستخدام تقنية إستمطار السحب لهطول الأمطار علي هضبة الحبشة للمساهمة في الملئ الثاني لسد النهضة .
إعلانات شركات تقوم تقوم بمنع الأمطار
تعلن شركات كثيرة في مدن العالم مثل لندن و باريس عن ضمان التحكم في تبديد السحب لمنع سقوط الأمطار أثناء إقامة مناسبات معينة مثل الحفلات و ذلك بتكلفة لا تقل عن ١٠٠,٠٠٠ إسترليني.
الإستمطار الصناعي و المشاكل بين الدول
قد يتسبب إستمطار السحب في مشاكل قد تصل للحروب بين الدول . فمثلا لو السحب تحركت من دولة بإتجاه دولة أخري فقد تقوم الدولة التي تحركت إليها السحب بإستمطار السحب فتتعرض للجفاف . ولذلك فأن إستخدام تقنية إستمطار السحب مازالت محدودة في كل دول العالم خشية أن هذا المجال قد يؤدي إلي جفاف دول علي حساب دول أخري، كما أن تكلفة الإستمطار الصناعي مازالت مرتفعة جدا.
الأستمطار الصناعي في مصر
لجأت هيئة الأرصاد الجوية المصرية إلي تقنية الإستمطار الصناعي ، و طبقت التجربة مع إحدي الشركات الألمانية في ظل البحث عن موارد جديدة للمياه بجانب مياه النيل و في ظل تفاقم الأزمة بين مصر و أثيوبيا بشأن سد النهضة .
وبموجب إتفاق ستحصل مصر علي تكنولوجيا المطر الصناعي من ألمانيا و التي تهدف لإستمطار السحب صناعيا إلي تهيئة الظروف اللآزمة لسقوط الأمطار .
و بهذه التجربة تهدف مصر لإستمطار السحب صناعيا إلي زيادة موارد مصر من المياه في ظل الأزمة المصرية الأثيوبية بخصوص سد النهضة و حاجة مصر إلي المزيد من موارد المياه و بخاصة مع الزيادة السكانية المتزايدة.
الرؤية الشرعية لعملية الإستمطار الصناعي
لا شك أن أمر نزول المطر هو بيد الله: يصيب به من يشاء و يصرفه عن من يشاء . و لا مانع شرعاً من أن يلجأ الناس إلي أساليب و أسباب للإستمطار من الرياح و السحب التي سخرها الله بواسطة المكتشفات العملية الحديثة بشرط ألا يترتب عليها أي أضرار بالبيئة أو الإنسان أو الحيوان.
و يُشَبِّه بعض علماء الدين الإستمطار بتدخل الأطباء في إجراء عملية قيصرية للضرورة ، فالجنين موجود و لكن الظروف لم تتوفر للولادة الطبيعيه ، لذا كان لزاما علي الأطباء التدخل لإخراجه . و ينبغي علي من يقوم بعملية الإستمطار أن يكون إعتماده ليس علي الأسباب بل إعتماده علي الله.
تعليقات
إرسال تعليق