المساكنة : مصطلح جديد ينتشر في مجتمعنا

  المساكنة هي ظاهرة حديثة الولادة في مجتمعنا وقد توحي الكلمة بمعنى لغوي جميل : "سكن" . فقد وصف الله تعالى الزواج بقوله : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا اليها." [سورة الروم 21].

 والكلمة في الآية الكريمة تدل على السكن والسكينة ، إلا أن المصطلح الجديد المساكنة يعني بديل الزواج والذي ليس له اي علاقة السكينة.

 والمقصود بالمساكنة أن يسكن الرجل مع إمرأة في بيت واحد دون زواج بإتفاق بين الطرفين وبهذا تكون المساكنة ما هي الا مجرد علاقة جسدية محرمة خارج مؤسسة الزواج والتي وصفتها الأديان السماوية "بالزنا"

الفرق بين المساكنة والزواج

المساكنة هي ممارسة للزواج بدون توافر شروط الزواج. وهناك فروق كثيرة وخطيرة بين المساكنة والزواج تَكْمُن أهمها : أن الزواج له شروط شكلية لابد من توافرها لإتمام الزواج مثل : تبادل الفاظ محددة للإيجاب والقبول ، حضور شاهدين ، توافر أهلية الزواج وذلك ببلوغ سن الأهليه للشاب والفتاة بالإضافة لشروط الدين حيث لا يجوز للمسلمة الزواج بغير المسلم كما يترتب على الزواج آثار قانونية مثل النفقة والمهر الإرث. 

أما في المساكنة فليس هناك ألفاظ محددة للإتفاق ، ولا يشترط الإتفاق بحضور الشهود  ، كما يجب ان تتوافر في طرفي المساكنة الأهلية القانونية اي الثامنة عشرة من العمر .

والمساكنه لا تقف عند حد من حدود الدين . فليس هناك ما يمنع المسلمة من السكن مع غير المسلم كذلك فلا يترتب على المساكنة اي آثار قانونية بل يقوم الطرفان بتحديد الآثار والشروط التي يحددها كل طرف بإرادته ولكن دون المساس بالنظام العام كالارث.

 أسباب ظهور المساكنة في المجتمع

(*) يرجع سبب ظهور المساكنة في المجتمع الى إنعدام الأخلاق وإعتبار الزنا أمرا طبيعيا.

(*) صعوبة تحمل أعباء الحياة الزوجية وغلاء المعيشة وصعوبة إجراءات الزواج والعادات والتقاليد التي قد تَحول بين الموافقة على الزواج بل قد تصل الى إستحالة هذا الزواج بسبب دين كل منهما.

(*) إختيار المساكنة لأن فيها تحرر من القيود المجتمعية وفيها تقاسم لأعباء المعيشة.

(*) إنتشار برامج تلفزيون الواقع التي تعرض مساكنة الشباب للفتيات طول اليوم وما يتخلل ذلك من مَشاهد محرمة بحيث تُهونها في عيونهم وتكسر حاضر الحياء والدين لديهم.

(*) إنتشار الأفلام الغربية التي تسلط الضوء على حياة المتساكنين وما يحدث خلالها.

(*) إنتشار العنوسة وتأخر سن الزواج مع وجود قدر كبير من الحرية وغياب الرادع الديني مما يسهل أمر المساكنة لدى الفتيات.

المشاكل التي قد تترتب على المساكنه

هناك الكثير من المشكلات التي قد تترتب على المساكنه :

(*) إدعاء إحدى الطرفين بوجود عقد زواج شفوي وهو ما يثير الكثير من الخصومات القضائية التي تحتاج الى سنوات للفصل فيها وما قد يؤثر على الفتاة  وعدم تمكنها من الزواج طول فترة هذه الخصومة القضائية.

(*) قد يقع خلاف على الهدايا والنفقات خلال فترة المساكنة أحقية كل طرف فيها.

(*) المشاكل التي قد تنتج عن المساكنة من حمل أو حتى ولادة ورفض الرجل تسجيل الولد بإسمه  فليس هناك ما يجبر الرجل على الزواج في حالة الحمل والولاده

(*) في كثير من الأحيان تكون المساكنة بدون علم أهالي الطرفين وبشكل خاص أهل الفتاه وتكون المساكنة بدون عقد مما قد يتيح الفرصة للفتاة للإدعاء بأن الشاب قام بخطف إبنتهم دون إرادتها مما يعرِّضه للملاحقات الجزائية.

  الآثار القانونية المترتبة على المساكنة

تعتبر المساكنة عقدا مثل باقي العقود يكون فيها بإمكان الطرفين الإتفاق على ما  يريدونه من الأثار والإلتزامات الحقوقية بحيث يكون هذا الإتفاق ملزما له .

 فيمكن للطرفان مثلا ان يتفقا على السكن معا دون إقامة علاقة جنسية أو يتفقا على دفع ثمن البيت أو محل السكن مناصفة.  كما يمكن من الشروط أن يكون إلتزام الشاب بتأمين نفقات المعيشة أو يتشاركان في ذلك. وأيا كانت الشروط المتفق عليهافإنها تكون ملزمة لطرفي العقد ويمكن ان تكتب تلك الشروط في عقد كي يلتزم الطرفين بها .

 واذا لم تكتب فيمكن إثبات ذلك باثبات الشهادة فليس هناك ما يمنع إثبات عقد مساكنة أمام المحاكم.

 زواج المساكنة وفقا الشريعة الإسلامية

أكد الدكتور عصام الروبي من علماء الأزهر الشريف أن زواج  المساكنة في الشريعة الإسلامية يعني "الفاحشة" أو "الزنا" ولا يمكن لأحد ان يحلل شيئا حرِّمَه الله. 

فالمساكنة بالمفهوم الحالي حرام ، وأن الزواج يجب أن يكون مُوثقاً ويكون وفق الشروط التي وضعها الإسلام لأن الزواج ليس محل تجارب بين الرجل والمراة كما أشار سيادته الى أنه يحذر من الأشخاص الذين يروجون لآراء غير إسلامية وتكون هذه الآراء هدامة للدين والاخلاق.