تنتشر بين كثيراً من النساء صفة سيئة أوجبت لهن عذاب النار لأنها تعتبر من الكبائر التي حرمها الإسلام وحذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وهي : كُفران العشير والإحسان.
ماذا قال رسول الله عن كفران العشير والإحسان؟
روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أُريت النار فلم أرى منظراً كاليوم قط أفظع ، رأيت أكثر أهلها النساء . قالوا : بما يا رسول الله؟ قال : بكفرهن . قيل: يكفرن بالله ؟ قال: بكفرهن العشير والإحسان ، لو أحسنت الى إحداهُن الدهر كله ثم رَأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيراً قط " .
و "العشير" هو الزوج ، اذ يعاشرها وتعاشره ، والمراد" بكفرانه" : إنكار إحسانه ، والجحود بنعمته برغم عظم حقه . وقد أجمع العلماء على أن المعاصي تسمى كفراً ولا يراد بذلك الخروج من الإسلام .
المرأة وكُفران العشير
هناك من النساء من تتهم زوجها بالبخل بمجرد أنه لم يلبي لها طلباً واحد : إما لأنه غير مقتنع به ، وإما أنه ليست لديه القدرة المادية لتحقيقه في حينه .
وهناك أخريات يَصِفن أزواجهن بالعصبية والإنفعال لأنه بدأ يضيق صدره منها ويعلو صوته في أحد المواقف دون أن يُقَدِّرن حالته النفسية وكثرة الضغوط التي يتعرض لها أثناء العمل .
ومنهن من يَنْسين بسرعة كل معروف وجميل ويتذكرن أي مواقف سلبية أو سيئة نتيجة سهوه أو تقصيره ، مما يجعل الأزواج يَشْعُرن بالإحباط من الناس و خيبة الأمل على عدم قدرتهم على إرضائهن رغم ما يقومون به من خير ومعروف في معظم الوقت.
الإسلام وتعظيم حق الزوج
عَظَّم الإسلام حق الزوج على زوجته وقَرَن تلك الطاعة ووجوبها بإقامة الفرائض الدينية وطاعة الله .
فعن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "اذا صَلَّت المراة خمسها وصامت شهرها حفظت وفرجها وأطاعت زوجها ، قيل لها : أدخلي الجَنة من أي أبواب الجنه شئت ." [رواه احمد]
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد ، لأمرت المراة أن تسجد لزوجها، ولا تُؤدي المراة حق الله عز وجل عليها كله حتى تُؤدي حق زوجها عليها كله ،حتى لو سألها نفسها وهي على ظهر قَطْب لأعطته إياه." [رواه احمد ]
وفي نفس السياق روى النسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا ينظر الله الى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه." [ رواه النسائي وصححه الالباني]
الآثار الناتجة عن نكران الجميل وكفران العشير بالزوج
إن نكران الجميل من أسباب زوال النعم ، فهو يجلب الشقاء وسوء الحال ونكد البال، وهو دليل على خسة ولؤم النفس، فقد قال بعض الفضلاء: " الكريم شكور ، واللئيم كفور ."
فالنفس البشريه السَّوية تحب وتُقَدر من أَحْسن إليها بل وأن الإحسان يقلب مشاعرها الى موالاة و حميمية . قال الله تعالى : "ادفع بالتي هي أحسن فإن الذي بينك وبينه عداوة كأنَّه ولي حميم." [سوره فصلت: ٣٤]
كيف تبدي الزوجة شكرها لجميل زوجها وإحسانه اليها
(*) على الزوجة ان تتعود على شكر زوجها على افعاله الحسنة وتُذَكره بما قَدمه لها من معروف سواء كان لها أم كان لأهلها من قبل .قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من لا يشكر الناس ، لا يشكر الله."
(*) على المرأة بالإبتعاد عن كثرة الجدال أثناء الخلافات الزوجية لأن هذا يؤدي إلى الوقوع في أخطاء كثيرة : منها الجحود ونكران الجميل والمعروف ، مما يدفع الزوج إلى تصرفات غير محمودة .
(*) على المرأة ألا تقنع نفسها أن في تحقير معروف الزوج تأديبا له وأن الرجال لا ينفع معهم إلا ذلك.
(*) على المرأة أن تستغفر الله قبل فوات الأوان ، وأن تقدم الخير لزوجها دائما فحسرة لمن كانت النار مسكنا لها بسبب كفران العشيره .
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإستغفار بجانب الصدقه ففي إحد روايات الحديث : "يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الإستغفار فإني رأيتُكن أكثر أهل النار."
تعليقات
إرسال تعليق