الغضب هو عاطفة طبيعية يَشعر بها الإنسان عند تعرضه لخطر ما أو نتيجة شعوره بالتعب أو التوتر أو الإستياء لعدم تلبية إحتياجاته الأساسية .
كما قد يكون الغضب رد فعل على بعض المشاعر السلبية التي قد تُصيب الإنسان : مشاعر ذاتية أو مشاعر موجهه إليه من قِبل الآخرين . كما قد يكون نتيجة عدم تَقبل معتقدات الآخرين وآرائهم وأفعالهم.
أنواع الغضب
يشعر الناس بالغضب ويُعبِّرون عنه بطرق مختلفة وهناك أنواع عديدة من الغضب أهمها:
(١) الغضب السلبي وهو الغضب المكبوت والذي يرفض صاحبه أن يَظهر عليه الغضب سلبا أي بأنه غير قادر على التعامل ولذلك فهو يتجنب التعامل مع المواقف التي تثير غضبه . وهذا لا يعني أن الغضب غير موجود، بل هو موجود ويريد الشخص أن يحافظ على غضبه مكبوتا. ويظهر صاحبه أشياء مثل الصمت أو أن يكون عابسا اثناء غضبه ويتظاهر بأن كل شيء على ما يرام.
(٢) الغضب العدواني ويتم التعبير عنه من قِبَل الشخص من خلال سلوكيات مثل الصراخ أو أعمال العنف الجسدي. وهذا الصنف يمكن أن يكون إنتقاميا مثل إيذاء النفس أو إيذاء الشخص الذي تَسبب فيه إلحاق الأذى به أو ممتلكاته. ويَظهر خارجياً عندما يحاول تحطيم هاتفه على الأرض أو كسر شيئا كمزهرية مثلا .كما يكون الشخص ميالا للشجار والإبتزاز والتنمر والصراخ.
(٣) الغضب الحازم وهو الأكثر صحة من أنواع الغضب، فصاحبه يتحلى بالصبر وعدم رفع الصوت والإهتمام والحفاظ على ضبط أعصابه وعلاقاته بالاخرين.
آثار الغضب على الجسم
(١) يؤكد أطباء القلب ان نوبات الغضب الشديدة تؤثر بشدة على صحة القلب ،كما يعتقدون أن خطر الإصابة بنوبة قلبية قد يتضاعف بعد نوبات الغضب الشديدة ويزداد خطر الإصابة بالسكتة القلبية.
(٢) تؤكد الكثير من الدراسات العلمية أن الغضب له دور كبير في إضعاف عمل وكفاءة الجهاز المناعي وبالتالي الإصابه بالامراض.
(٣) تتسبب نوبات الغضب في زيادة أعراض الإصابة بالتوتر والأرق اثناء النوم مما يتسبب في الصداع دائما .
(٤) يؤثر الغضب سلبا على صحة الرئتين حيث أن هرمونات التوتر المرتبطة بالغضب تسبب زيادة خطر الإصابة بإلتهابات الشعب الهوائية.
(٥) يتسبب الغضب في رفع قراءات ضغط الدم ويرفع معدلات ضربات القلب.
كيفية إدارة الغضب
(١) محاولة تحديد الأسباب التي تجعلك تشعر بالغضب تزيد من التفكير للتوصل بطرق مختلفة لكيفية معالجة الموقف.
(٢) القيام بنشاط بدني مثل الجري أو المشي أو ممارسة الرياضة أو محاولة التنفس بعمق لبضع دقائق ،فذلك يُقَلِّل من مستويات التوتر ويرجع ذلك لأن المجهود البدني يحرق المواد الكيميائية المسببة للتوتر.
(٣) الإبتعاد قليلا عن المواقف التي تتسبب في الغضب حتى تهدأ ثم محاولة تحديد الأسباب التي أدت إلى ذلك الغضب.
(٤) التحدث مع شخص تثق فيه حول نوبة الغضب التي تشعر بها. فقد أكدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من التوتر هم أكثر عرضه للشعور بالغضب.
(٥) أكدت الكثير من الدراسات أن هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تتسبب في إثارة مشاعر الغضب والإنفعال النفسي مثل : الكافيين والأطعمة الدهنية والأطعمة المقلية والسكر الصناعي.
متى يكون الغضب صحياً ومتى لا يكون كذلك؟
الغضب مثل أي عاطفة أخرى فهو ليس صحيا أو غير صحي ، ولكن إذا كان للغضب تاثيرا إيجابياً أو سلبياً فيمكن هنا أن يعتبر صحيا أو غير صحيا.
فعندما نتقبل ما نشعر به ونستخدمه كإشارة لإجراء تغييرات إيجابية ،فمثلا إذا أهمك الإزعاج أثناء الشجار مع شريكك لتوزيع الأعمال المنزلية بشكل أكثر عدالة فهو بهذه الطريقة يعتبر إيجابياً وصحياً .
أما عندما تعبر عن غضبك بطريقة تُؤذي نفسك وتُؤذي الآخرين أو البيئة حولك وتصبح عدوانيا، فهذا شيئا سلبيا ويعتبر هنا الغضب غير صحي.
نظرة الإسلام للغضب
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني، قال : "لا تغضب فردد مرارا ، فقال لا تغضب." فلا شك أن الغضب يجمع الشر كله.
فقد إِسْتبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تَحْمَر عيناه وتنتفخ أَوْداجه ، وقال صلى الله عليه وسلم إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد :" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " متفق عليه في حديث سلمان إبن صرة رضي الله عنه.
ومن سبل دفع الغضب وإسكانه :الوضوء. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار ، و إنما تبرد النار بالماء . فإذا غضب أحدكم فليتوضأ." [ رواه الامام احمد وابو داوود] . ولنتذكر قوله تعالى:" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين." [ ال عمران 134 ]
تعليقات
إرسال تعليق