تعددت معجزات ليلة الإسراء والمعراج وهي إحدى معجزات المصطفى صلى الله عليه وسلم التي رآها وأكدها القرآن الكريم : " لقد رأى من آيات ربه الكبرى ." [ سورة الإسراء]
وكانت تلك المعجزة العظيمة في السنة الخامسة من الهجرة ، ليلة السابع و العشرين من شهر رجب .
وقد تحدثنا في موضوع سابق عن الاسراء و المعراج و الدروس المستفاده منها . لمعرفة المزيد إضغط هنا
(١)رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام
رأي النبي صلى الله عليه وسلم المَلَك جبريل عليه السلام في رحلة المعراج على صورته التي خلقه الله عليها فهو مخلوق عظيم له ستمائة جناح ، كل جناح حجمه مَدَّ البصر . وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين على صورته الحقيقيه : مرة بالافق الأعلى ، ومرة عند سدرة المنتهى .
وجاء في مسند الإمام أحمد : "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائةجناح كل جناح منها قد سد الأفق ، يسقط من جناحيه من التَّهاوِيل والدُّر والياقوت ما الله به عليم."
(٢) البُراق
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم البُراق في الصحيحين فقال : أتيت بالبُراق وهو دابة أبيض طوله فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه." وقال صلى الله عليه وسلم: " فركبته حتى أتيت به بيت المقدس ، فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء."
والبُراق كان له من السرعة ما هو عظيم وتم إشتقاق إسمه من تلك السرعة و تقول كتب السيرة أنها كانت تقطع خطوتها الواحدة ما تراه أمامها على إمتداد بصرها.
وقيل أن البُراق هو نفس الدابة التي سخرها الله تعالى لسيدنا إبراهيم ليزور من خلالها سيدتٌنا هَاجر وإبنها إسماعيل قاطعاً المسافة الشاسعة في حسابات ذلك الزمان يوميا ذهابا وإيابا من فلسطين إلى مكة .
وقيل أن تلك الدابة كانت تعيش وتأكل من ثمار الجنة وأن لونها أبيض وحجمها ما بين الحمار والبغل.
(٣) بلوغ سدرة المنتهى
كَرَّم الله تعالى مُصطفاه صلى الله عليه وسلم ببلوغه سدرة المنتهى والتي تقع في السماء السابعة. وقد ثبت ذلك في القران الكريم من خلال سورة النجم : "إذ يغشى السدرةَ ما يغشى." كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " ورُفِعَت إلي سدرة المنتهى فاذا بِنَبقِها كأنه قِلال هَجَر وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها أربعةِ أنهار : نهران باطنان ، ونهران ظاهران. فسألت جبريل فقال أما الباطِنان ففي الجنة، وأما الظاهران النيل والفرات . " [رواه البخاري]
(٤) البيت المعمور
وهو بيت يُصلى فيه كل يوم سبعون ألف مَلك ولا يعودون إليه أبداً . وقد ثَبُت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري أن النبي أثناء صعوده إلى السماء بِرِفْقه جبريل رأى البيت المعمور حيث قال: فَرُفِع لي البيت المعمور، فسألت جبريل ، فقال: هذا البيت المعمور.
(٥) رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء
من بين معجزات الإسراء والمعراج كانت رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لأنبياء الله ورسله جميعهم . كما جاء في الحديث الشريف: " كان كلما صعد سماء إلتقى بأحد الأنبياء وصولا إلى السماء السابعة حيث سدرة المنتهى. وقد إلتقى بالأنبياء على النحو التالي :
السماء الاول: آدم . والسماء الثانيه : عيسى ويحيى عليهما السلام . و السماء الثالثة : يوسف عليه السلام . السماء الرابعة : إدريس عليه السلام. السماء الخامسة : هارون عليه السلام . السماء السادسة : موسى عليه السلام . أما السماء السابعة : إبراهيم عليه السلام. .
كما ثَبُت وإتفق العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء صلى بالأنبياء إماماً.
(٦) فرض الصلاة على النبي
كان من معجزات ليلة الإسراء والمعراج معجزة كلام الله عز وجل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث فُرٍضَت الصلاة في هذه الرحله الربانية .
وقد روى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحوار فقال: "فأوحى الله إليَّ ما أوحى ,ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة . فنَزَلْتُ إلى موسى صلى الله عليه وسلم ، فقال: ما فَرَض رَبُّك على أُمَّتِكَ ، قلت : خمسون صلاة . قال: إرجع الى ربك فسأله التخفيف ، فإن أُمَّتك لا يطيقون ذلك، فإني قد بَلَوتُ بَني إسرائيل وخَبَّرْتُهم. قال: فرجعت إلى ربي فقلت : يا رب خفف عن أمتي ،فحط عني خمساً ، فرجعت إلى الى موسى فقلت: حط عني خمساً ، قال إن من أمتك لا يطيقون ذلك فإرجع الى ربك فسأله التخفيف قال فلم ازل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال: يا محمد إِنَّهُنَّ خمس صلوات كل يوم وليلة."
(٧) رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للجنة والنار
كشف الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم الجنة والنار. فرأى أهل الجنة ينعمون فيها ، كما رأى أهل النار يتعذبون فيها .وقد رأى أصناف متعددة منهم.
وجاء في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في رحلة الإسراء والمعراج المَلك خَازن النار، وهو مَالِك عليه السلام ،حتى أن مالك هو الذي بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالسلام.
تعليقات
إرسال تعليق