علي المقبلين علي مشروع العمر : الزوج ، الإنتباه لما ثَبُت عِلمياً : وهو أن زواج الأقارب يُؤدي إلي خطر الإصابة بالإضطرابات الوراثية ، بمعني أن يَكون الأزواج الأقارب معرضون لخطر إنجاب طفل مُصاب بمشاكل بنسبة ٣٪ . و يحذر الأطباء من الآثار الخطيرة التي قد تنشأ و تترتب علي هذا النوع من الزواج.
كيف تنتقل الجينات في زواج الأقارب؟
في زواج الأقارب تَنتقل الجينات بشكل مُشابه لأي زواج آخر ، لكن من المُحتمل أكثر أن تنتقل الجينات المُشابهة من كلا الوالدين . و هذا يحدث لأن الأقارب يشتركون في نسبة أعلي من جيناتهم بسبب النَّسب المُشتَرك .
كما أن عِند زواج الأقارب يكون هناك إحتمال أكبر أن يَرث الأطفال جينات مُشابهة من كلا الوالدين مما قد يزيد من فرصة ظهور الأمراض الوراثية المُتَنحية.
(١) الجينات المتنحية و السائدة.
الجينات يمكن أن تكون سائدة Dominant أو متنحية Recessive ،وبالنسبه للجينات السائدة ( القوية ) تحتاج إلى نُسخة واحدة فقط لتظهر صفاتها ،بينما الجينات المُتنحية ( الضعيفة ) تحتاج إلى نُسختين (واحد من كل والد) لتَظهر صفاتها.
(٢) الجينات المشتركة في الأقارب.
إذا كان الأقارب يشتركون في بعض الجينات بسبب النسب المشترك ،فزواج الأقارب يزيد من إحتمالية وجود نُسختين في نفس الجِين المُتنحي من كلا الوالدين ، فمثلا الأشقاء يشتركون في حوالي ٥٠٪ من جيناتهم وأبناء العمومة في حوالي ١٢,٥ ٪ ، وهكذا.
(٣) الأمراض الوراثية.
إذا كان كلا الوالدين حاملين لجين مُتنحي مُسبب لمرض معين فإن إحتمال إصابة الطفل بالمرض تكون أعلى وبالتالي يمكن القول أن زواج الأقارب يَزيد إحتمال أن يكون الوالدين حاملين لنفس الجين المتنحي.
أين ينتشر زواج الأقارب؟
غالبا ما يتم زواج الأقارب في المناطق التي يحترم فيها الناس التقاليد ويتشاركون في المُعتقدات المشتركة ، كما أنه أكثر تفضيلاً في البُلدان التي تعاني الأمية وتدني الوضع الإجتماعي والإقتصادي .
ويُفضل زواج الأقارب في كثير من البلدان بين الاقارب المقربين.
الأمراض الوراثية التي قد تنشأ عن زواج الأقارب
عادة ما يَنصح المتخصصون في علم الوراثة بتجنب زواج الأقارب تفادياً لظهور الأمراض الوراثية بين الأطفال والتي يمكن أن تُحول حياة الأسرة إلى جحيم من المعاناة . والأمراض الوراثية هي التي تحدث بسبب خلل في المادة الوراثية للفرد وتختلف في إنتقالها إلى الجين.
ومن هذه الأمراض : متلازمة داون Down syndrome والتي تُعرف بالمنغولية وتؤدي إلى ضعف وإعاقة ذهنية وبعض الملامح المميزة و تأخر إدراكي.
كذلك فمن الأمراض الوراثية رتق المريء والصمم العميق وبعض الإعاقات الحركية في مرحلة الطفولة وبعض التشوهات الخلقية مثل: إستسقاء الرأس و كثرة الأصابع و الشفاة المشقوقة ثنائية الجانب و الإكتئاب والإضطرابات الإنجابية والعقم.
كذلك فقد ظهرت بعض العيوب الخَلقِية للقلب مثل الحَاجز البُطيني وعيب الحاجز الأُذيني
مزايا زواج الأقارب
لزواج الأقارب العديد من الإيجابيات : فالزوجة تكون أكثر حرصاً على زوجها و على الأسرة ، كما أن زواج الأقارب يزيد من الروابط بين أبناء العائلة الواحدة.
كذلك فصلة القرابة الزوجية تجعل الروابط وثيقه للغايه بين الشريكين كما أنه يعمل على حفظ الثروة وممتلكات العائلة مما يؤدي إلى إستقرار مالي كبير.
مساوئ زواج الأقارب
من أخطر مَساوئ زواج الأقارب أنه قد يأتي بمخاطر صحية مثل إحتمالية الإصابة بالأمراض الوراثية المُتنحية مثل التَّليف الكيسي وفقر الدم المِنْجلي ، وقد يؤدي إلى زيادة العيوب الخَلقية و مشاكل النمو و إنتقال الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمراء.
كما أن زواج الأقارب قد يؤدي إلى مخاطر إجتماعية و توترات أُسرية داخل العائلة الممتدة وخاصة إذا ظهرت مشاكل بين الزوجين قد تؤدي إلى تدخلات غير مرغوب فيها من أفراد العائلة الآخرين.
أهمية الفحص الجيني المشورة الصحية الوراثية
(١) الفحص الجيني قبل الزواج.
من الضروري إجراء الفحص الجيني للأزواج الذين ينوون الزواج و هم أقارب ، لمعرفة ما إذا كانوا حاملين لأي جينات مُتنحية قد تسبب أمراضا وراثية . وبالتالي الكشف المبكر عن أي مشاكل وراثية أو صحية للجنين. وهذا الفحص يمكن أن يوفر معلومات قَيمة حول المخاطر المحتملة ويساعد في إتخاذ قرارات مستنيرة.
(٢) المشورة الصحية
في حالة الزواج من الأقارب يمكن إتخاذ اجراءات رعاية صحية مُتقدمة خلال فترة الحمل للكشف المبكر عن أي مشاكل وراثية وصحية للجنين.
(٣) المشورة الوراثية : تتيح للأزواج فهم المخاطر الوراثية المُرتبطة بزواج الأقارب . فالمستشار الوراثي يمكن أن يشرح نتائج الفحوصات الجينية ويساعد الأزواج على فهم خياراتهم وإتخاذ القرار المناسب .
رأي الإسلام في زواج الأقارب
يَظُن كثيراً من الناس أن الإسلام نهى عن زواج الاقارب لما يشاع بين الناس لأحاديث نبوية لم تصح نسبتها الى نبي الله الكريم صلى الله عليه وسلم. وقد أحل الله تعالى الزواج من الأقارب غير المحارم : " يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك التي أتيت أجورهم وماملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك التي هاجرنا معك ." [سورة الأحزاب: ٥٠]
فلم يرد في الإسلام نَهي صريح عن زواج الأقارب بل جاءت نصوص شرعية كثيرة موضحةً أن لكل من الرجل والمرأة أن يختار شريك حياته المناسب له خَلقاً وخُلُقاً. كما أن رسولنا الكريم قد تزوج بنت عمته زينب بنت جحش، وزوج إبنته فاطمة الزهراء من إبن عمه علي بن أبي طالب.
تعليقات
إرسال تعليق