تعتبر الثلاجة الجهاز الوحيد الذي يمكن أن يُساعدنا على حفظ طعامنا طازجاً لمدة محدودة : بقايا الأطعمة والفاكهة والخضار واللحوم ..وغيرها.
وكثيراً ما نتناول أشياء من الثلاجة وقد لاحظنا أن تاريخ صلاحيتها قد إنقضي : يوماً واحدا أو أسبوعاً أو شهراً . وبالتالي يدور في رؤوسنا عدة أسئلة عما يعنيه ذلك التاريخ حقا : هل يمكن الإستمرار في تناول الطعام؟ وهل تاريخ إنتهاء الصلاحية حقا مهما؟
تاريخ الصلاحية
تاريخ الصلاحية هو مؤشر للفترة الزمنية التي سيكون فيها الطعام أفضل مذاقاً حتى نستمتع به ونستمر في شراءه . والتاريخ لا يُؤخذ بقدر كبير من الدقة لأنه يتنبأ فقط بموعد حصول المنتج على أعلى جودة من حيث الطعم والمظهر والملمس .
وتاريخ الصلاحية لا يخبرنا حقا بما نحتاج إلى معرفته عن الطعام ، وعما إذا كان من الممكن أن يظل آمنا أم لا؟ وهل من الممكن أن يكون سيئا قبل تاريخ إنتهاء الصلاحية بكثير إذا لم يتم تخزينه بشكل صحيح مثلا؟
هل تاريخ الصلاحية حقيقة أم خدعة؟
هناك إدعاءات بأن تاريخ الصلاحية يستخدم لتحفيز المستهلكين على شراء المزيد من المنتجات وتجديد مخزوناتهم بشكل أسرع .
وإذا كان هذا الإعتقاد على قدر من الصحة إلا أن بعض الشركات تعتبر أنها وضعت تاريخ الصلاحية والذي يعني أن بيع المنتجات سيكون أفضل خلال التواريخ وبالأخص التي تشير الى العمر الإفتراضي للمنتج :نكهة ولونا .
أي أنه يمكن إعتبار أن التواريخ ما هي إلا وعودا من الشركات المصنعة للمستهلك تفيد جودة التغليف والتعبئة. وأن المنتج بداخلها سيكون في أعلى مستوياته ضمن الفترة الممتدة بين تاريخ الإنتاج وتاريخ الإنتهاء.
أنواع التواريخ المختلفة التي تُوضع على المنتجات الغذائية
(١) تاريخ الإنتاج: والذي يشير إلى اليوم الذي تم فيه تصنيع أو تعبئة المنتج. وهذا ما يفيد لتحديد مدة بقاء المنتج منذ صنعه.
(٢) تاريخ الإنتهاء أو تاريخ الصلاحية :ويشير إلى آخر يوم يكون فيه المنتج آمنا للإستهلاك عند تخزينه بشكل صحيح.
(٣) تاريخ " يفضل إستخدامه قبل" : ويشير إلى المدة التي يكون فيها المنتج في أفضل حالاته من حيث الجودة مثل: الطعم والقوام. وبمعني آخر أن المنتج قد لا يكون في أفضل حالاته ولكنه قد يظل صالحا للإستخدام لفترة .
(٤) تاريخ " يُستهلك قبل" : وغالبا ما يستخدم للأطعمة القابلة للتلف بسرعة. ويشير إلى التاريخ الذي يجب إستهلاك المنتج قبله لضمان سلامته.
علامات تلف المنتجات الغذائية
إذا كان تاريخ الصلاحية يستخدم كمرشد لصلاحية المواد الغذائية إلا أنه ليس المؤشر الوحيد لجودة وسلامة المنتجات ،حيث يكون تخزين والأطعمة بشكل صحيح وكذلك إستخدام حواسنا في تقييم الجودة يمكن أن يساعد على ضمان الإستهلاك الآمن.
(*) الرائحة: و التي تعتبر مؤشر قوي يدل علي تلف الطعام عندما تكون كريهة و غريبة.
(*) اللون: حيث أن تغير لون المنتج يشير إلي بدء عملية التلف
(*) القوام: فوجود لزوجة غير طبيعية أو تغير في القوام يمكن أن يكون علامة علي الفساد.
(*) العفن: حيث أن ظهور العفن علي الطعام يجعله غير آمن للإستهلاك ، بل و يجب التخلص منه فورا.
متي يكون إستهلاكنا آمنا
(*) الأطعمة المعلبة: يمكن أن تبقى صالحة للإستهلاك بعد تاريخ "يفضل إستخدامه قبل" اذا كانت العلبة غير متضررة.
(*) الأطعمة المجمدة: وتبقى آمنة لفترة طويلة إذا لم يتم تخزينها في درجة حرارة مناسبة ولكنها يمكن أن تفقد البعض من جودتها بمرور.
(*) الأطعمة الجافة: مثل الحبوب والبقوليات والتي قد تظل صالحة للإستهلاك لفترة بعد تاريخ الصلاحية بشرط عدم تعرضها للرطوبة.
وسائل الحفظ و التخزين الصحيحة للحفاظ علي صلاحية المنتجات الغذائية
(*) التبريد: وهو يساعد على إبطاء نمو البكتيريا ويطيل من فترة صلاحية المنتجات الطازجة.
(*) التجميد: وهو يوقف نمو البكتيريا تقريبا ويحافظ على جودة الأطعمه لفترات طويلة.
(*) التغليف: ويحفظ الأطعمة عن طريق قتل البكتيريا ومنع دخول الهواء الرطوبة.
(*) التجفيف: يقلل من محتوى الماء في الأطعمة مما يعيق نمو البكتيريا والفطريات .
(*) التخليل: يحفظ الأطعمة عن طريق إضافة محلول ملحي أو حمضي مما يخلق بيئة غير ملائمة لنمو البكتيريا
مساوئ إنتهاء تاريخ الصلاحية
(*) الهدر الغذائي: حيث يتم التخلص من الكثير من الأطعمة عندما تنتهي صلاحيتها حتى لو كانت ما تزال صالحة للإستهلاك. ولذلك تأثير سلبي على البيئة حيث يؤدي إلى زيادة النفايات مما يسهم في زيادة إنبعاثات الغازات الدفيئةوالتأثير السلبي على البيئة.
(*) التكلفة الإقتصادية: فالتخلص من الأطعمة منتهية الصلاحية يعني شراء المستهلكين لمزيد من المنتجات بشكل متكرر مما يزيد التكلفة المالية كما يؤدي الى خسائر الشركات بسسب إدارة النفايات.
(*) تأثير علي الأمن الغذائي: فالتخلص من الأغذية منتهية الصلاحية قد يؤدي إلى نقص توفير الغذاء وبالأخص في الأماكن التي تعاني من إنعدام الأمن الغذائي.
(*) التأثير علي الصحة العامة: حيث يعتقد بعض الناس أن جميع الأطعمة قد تصبح غير صالحة تماما بعد إنتهاء تاريخ الصلاحية ويتخلصون منها وهي لا تزال صالحة، وفي المقابل قد يتجاهل بعض الناس تواريخ الصلاحية ويستهلكون الأطعمه المنتهية الصلاحية مما يؤدي إلى مخاطر صحية مثل التسمم الغذائي.
حلول لتقليل مساوئ الانتهاء من تاريخ الصلاحية
(١) تثقيف المستهلكين بضرورة تقييم جودة صلاحية الأطعمة وتشجيعهم على إستخدام الحواس : الرائحة واللون والقوام والملمس لتحديد صلاحية الطعام.
(٢) تشجيع المستهلكين على تعزيز برامج التبرع بالأطعمة التي لا تزال صالحة للإستهلاك قبل إنتهاء تاريخ صلاحيتها إلى المحتاجين.
(٣) تطوير تقنيات تغليف ذكية يمكنها تقييم معلومات أكثر دقة حول حالة وصلاحية الأطعمة.
(٤) استخدام إدارة سلاسل التوريد أفضل تقنيات الذكاء الإصطناعي لتحليل البيانات وتقديم توصيات حول أفضل ممارسات التخزين والتوزيع.
تعليقات
إرسال تعليق