الوشم "التاتو" : قديماً و حديثاً

  يُعرف الوشم باللغة الإنجليزية Tattoo التاتو، وهو عبارة عن علامة أو رسم يُنقش على الجسم بإستخدام أحبار وأصباغ معينة. 

وقد مارس الإنسان النقش بالوشم في العصور القديمة بثقافات متنوعة . ويقال أن بداية ظهوره ترجع إلى المصريين القدماء . 

وكان يُستخدم لأغراض تجميلية وطبية ودينية لطرد الأرواح الشريرة . ثم بدأ في الإنتشار عبر التبادل التجاري لمصر مع الدول المجاورة. 

وكانت الرسوم ترمز إلى حضارتهم ومعابدهم وأحيانا إلي نباتاتهم و آلهتهم : الإله حتحور والإله بس وعين حورس وزهرة اللوتس.

 لماذا إستخدم الناس التاتو قديما؟

إستخدم الناس في الثقافات القديمة تصاميم على شكل أنماط هندسية وخطوط مُتشابكة تُعبر عن الهوية القبلية والإنتماء ، كما إستُخدمت رسوم الآلهة والرموز المقدسة عند المصريين القدماء والرومان.

وقد إستخدم الناس قديماً تقنيات بسيطة تعتمد على أدوات يدوية وأحبار من مواد طبيعية . وإستخدم الناس الوشم قديماً كجزء من الطقوس الدينية والروحية . 

وكانوا يعتقدون أنه يَجلب الحظ ويحمي الشخص من الأرواح الشريرة . وإمستخدموه كعلامة للإنتماء إلى مجموعة معينة أو قبيلة . 

وكانت التصاميم الخاصة بكل قبيلة تميز أفرادها عن الآخرين . وإستخدموه أيضا في أغراض علاجية ، فكانوا يعتقدون في أشكال معينة أنها تشفي من الأمراض ، ونَقَشوه ايضا على أجسامهم لِجعلها أكثر جمالا وزينة وكرمز للقوة : المحاربين والبحارة.

 أنواع التاتو حديثاً

(١) التاتو الدائم يتم عن طريق أصباغ معينة تحت الجلد وهذا النوع لا يمكن إزالته أو تغييره إلا عن طريق إجراء جلسات  ليزر و التي قد تكون مُؤلمة إلى حد ما ومُكلفة أو عن طريق عمليات التجميل. 

(٢) التاتو المؤقت وهو الذي يستمر من ستة أشهر  إلى سنة وحتى ثلاث سنوات، بناء على رغبة من يريده .ويتم رش ألوان محددة على البشرة ضمن الشكل المراد رسمه وتكون المواد عبارة عن صبغات مؤقتة، وغالبا ما يُستخدم لرسم الحواجب وبعض الأشكال على الجسم كنوع من الزينه فقط. وأحيانا تُستخدم الحناء بدلا من المواد الكيماوية التي قد تُسبب حساسية.

(٣) التاتو اللآصق ويتميز بسهولة وضعه وإزالته .ويمكن أن يبقى لمدة سبعة أيام دون أن يتأثر بالماء .ويوضع الرسم أو الشكل على الجسم، وتُوضع عليه قطعة قماش مبللة بالماء الفاتر لمدة دقائق، ثم يتم إزاله اللصقة ويتبقى الشكل ثابت على الجسم. ويستخدم التاتو اللآصق زخارف حول المعصم والرقبة.

(٤) التاتو ثلاثي الأبعاد 3D ويستخدم أصباغا لمحاكاة شكل الجسم إلى حد كبير ،فيستخدم لخلق وهم ثلاثي الأبعاد ويجعل المرأة تبدو وكأنها تمتلك مثلا هالة وحلمة  ثدي طبيعية، وبالأخص تلك المرأة التي تم إزالة حلماتها بسبب إجراء عملية في صدرها أثناء جراحة . ويتم عن طريق الأصباغ ومطابقتها لكل مريضة بهدف إستعادة المظهر الطبيعي للثدى.

 ويتم إجراء ذلك التاتو بعد إستئصال الثدي بعد ثلاثة أشهر من العمليه يكون الثدي قد أعاد بناء الأنسجة الجديدة.

 كيفية الحفاظ علي التاتو

(*) يجب الحفاظ علي ترطيب الجلد ، و هذا يساعد كثيرا في الحفاظ علي مظهر التاتو حيويا.

(*) يجب حماية التاتو من أشعة الشمس وإستخدام واقي الشمس حيث تقوم الأشعة البنفسجية بجعل الألوان باهتة بل قد تؤدي إلى تلاشيها. 

(*) محاولة تجنب الخدوش والجروح في منطقة التاتو وبالأخص خلال فترة الإستشفاء. 

(*) إختيار رسام تاتو ذو سمعة جيدة لضمان جودة النقش وتقليل المخاطر الصحية وإستخدام أحبار عالية الجودة تكون آمنة في الإستخدام للبشرة.

خيارات إزالة التاتو 

(١) الليزر و هو الأكثر شيوعا في إزالة معظم أنواع التاتو، لكنه قد يكون مُكلفا و مُؤلما و يتطلب أحيانا عدة جلسات.

(٢) تَتطلب إزالة التاتو في بعض الأحيان جراحة.و يجب الوقوف فيها مع الجراح و التأكد من عدم ترك أثار أو ندبات.

(٣) هناك بعض الكريمات و المنتجات الكيماوية تساعد علي إزالة الناتو و لكن يجب الحذر لأنها قد تتسبب في تهيج الجلد.

(٤) يلجأ البعض إلي تغطية التاتو القديم بتصميم جديد و بالأخص إذا كان القديم صغيرا أو غير واضح 

 فوائد التاتو

(*) يُعتبر التاتو وسيلة للتعبير عن الهوية الشخصية والأفكار والمعتقدات، حيث يمكن للناس إختيار تصاميم فنية تعكس ذلك وتعبر عن الأحداث المهمة في حياة الشخص وتخليد ذكريات معينة في حياته وأسماء وصور للأحباب. 

(*) يُعتبر التاتو جزء من الزينة تتجمل به المراة حيث يضيف لمسة فريدة لإبراز جمال المرأة ومظهرها حتى أنه أصبح جزءا من الثقافات الشعبية والموضة الحديثة.

(*) يستخدمه بعض الناس للتعبير عن المعتقدات الدينيه والروحية.

(*) يُستخدم لتغطيه الندبات أو العلامات او الوَحمات في الجسم لتحسين المظهر الخارجي وتعزيز الثقة بالنفس. 

(*) يستخدم أيضا التاتو في بعض الأغراض الطبية مثل الوشم الطبي لتحديد مناطق العلاج الإشعاعي ولرسم الحواجب بعد فقدان الشعر نتيجة العلاج الكيماوي.

 أضرار التاتو

(*) إذا لم يتم إتباع إجراءات النظافة والتعقيم المناسبة فقد يتسبب التاتو في إحداث التهابات أو إنتقال العدوى المنقولة عن طريق الدم مثل الإلتهاب الكبدي أو فيروس نقص المناعةHIV

(*) يمكن  أن يتسبب لبعض الأشخاص في ردود فعل تحسسية نتيجة إستخدام الأحبار المستخدمة في  النقش: تهيج الجلد والحكة والتورم. 

(*) يمكن أن يتسبب نقش التاتو في إحداث بعض الألم كما يمكن أن يتسبب في ندبات في الجلد. 

(*) يمكن أن يتغير لون التاتو أو يتلاشى مع مرور الوقت أو التعرض لأشعة الشمس بشكل متكرر وكذلك نتيجة زيادة الوزن أو فقدانه. 

(*) قد يتعرض الشخص حامل التاتو في بعض الثقافات والبيئات الإجتماعية أوالمهنية للتمييز السلبي والتنمر.

 رأي الدين في نقش التاتو 

الإسلام : يرى معظم علماء المسلمين أن التاتو غير جائز لأنه يعتبر تغيير لخلق الله. وقد يعتبر عائقا أمام الطهارة اذا منع الحبر المستخدم الماء من الوصول إلى الجلد أثناء الوضوء والغسل .

المسيحية : يتجنب الكثير من الكاثوليك النقش بالتاتو بناء على تعليم الكتاب المقدس للحفاظ على الجسد كهىكل للروح المقدس. 

أما الأرثوذوكسي فيميلون إلى إعتبار التاتو غير مناسب للمؤمنين حيث يعتبر الجسم هبة من الله يجب الحفاظ عليها بشكل طبيعي. 

اليهودية : التاتو ممنوع في اليهودية بناء على نص شعر اللآويين "لا تجعلوا في أجسامكم وسما."حيث يعتبر التاتو تغيير للجسد الذي خلقه الله.