الحُزن هو شعور إنساني طبيعي يحدث عند مواجهة المصاعب أو فقد عزيز : شخصاً أم شيئاً .
ولا يعتبر الحُزن مرفوض في الإسلام ، ولكن الإسلام يحث على عدم ترك الحُزن يُسيطر على حياة الإنسان بشكل مُفرط بل يُشجع على الإعتدال في التعبير عنه واللجوء إلى الله والتسليم بالصبر .
قال تعالى : " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون."[البقرة: ١٥٦]
الحزن في القرآن و السنة
جاء الحزن في القرآن الكريم بمعنى الغم و الضيق الذي يصيب النفس . وقد نهى الله تعالى عن الحزن في عدة آيات ، فقال الله تعالى : "ولا تَهِنوا ولا تَحزنوا." [ سورة آل عمران: ١٣٩]، وقال تعالى: " لا تحزن إن الله معنا." [التوبة : ٤٠] .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الحُزن كما جاء في الحديث :" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحُزن" .[ رواه البخاري]
مراحل الحُزن في الإسلام
يمكن التعامل مع الحُزن في الإسلام من خلال مراحل تعتمد على الإيمان بالله و التسليم لأوامره ، مع التركيز على الصبر والرضا بالقضاء والقدر.
(١) التسليم لأوامر الله.
فعِند حدوث فُقدان عزيز يَحُث الإسلام على ترديد الآية الكريمة :"انا لله وانا اليه راجعون.". فهذه الآية تُعبر عن الإيمان بأن كل شيء من الله وإليه يعود ، والإيمان بذلك يعمل على تحقيق حالة من القبول الفوري لقضاء الله.
(٢) الصبر.
يُشجع الإسلام على التحلي بالصبر الذي يُعبر عن قُدرة المسلم على تحمل المصيبة دون جَزع أو سَخط . كما أن الصبر هو أعظم القيم في الإسلام والذي يعتبر المفتاح للتغلب على الحُزن. قال تعالى : " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب."[ الزمر : ١٠ ]
(٣) الدعاء و الإستعانة بالله.
على المسلم خلال فترة الحزن باللجوء إلى الله والدعاء الذي هو أفضل وسيلة لتفريغ الهموم والأحزان وتخفيف الألم كما أنه يعطي قوة روحانية . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما يُصيب المؤمن من هَم ولا حُزن ولا أذى ... إلا كفر الله به خطاياه." [ رواه البخاري]
(٤) الأمل في رحمة الله والرضا بالقضاء والقدر.
على المسلم أن يرضى بما قدره الله والإعتقاد بأن الله أرحم بعباده. وأن هناك حكمة من كل ما يحدث. فالإسلام يعلمنا أن الدنيا دار إتلاء ويجب على المؤمن أن يرضى بما قدره الله، ويقول: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ." [البقرة : ٢٨٦]
(٥) العودة إلي الحياة و العمل الصالح.
يحث الإسلام على العودة إلى الحياة الطبيعية سريعا وترك الحزن . ويحث على الإنخراط في الأعمال الصالحة : الصدقة والدعاء للمتوفي ،والعمل الصالح الذي يساهم في راحة النفس و تقوية الروابط الروحية.
آداب الحزن في الإسلام
(*) الحزن و الشكوي.
الإسلام يحث على تجنب الجَزع المُفرط و الشكوى المستمرة والإبتعاد عن الأفعال التي تُعبر عن السخط على قدرة الله.
(*) الصبر عند الصدمة الأولي.
يُشَدد الإسلام على أن الصبر الحقيقي يكون عند الحظات الأولى للمصيبة التي أحلت . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنما الصبر عند الصدمة الأولى . " [رواه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه] . وقال تعالى: "وبشر الصابرين" [ البقرة : ١٥٥]
(*) الدعاء للميت.
فبدلا من الإنغماس في الحزن ينصح المسلم بالدعاء للميت وطلب الرحمة له ، فهذا يزيد أجره ويساعد في تخفيف مشاعر الفقدان.
(*) التفاؤل والأمل.
الإسلام يشجع على التفاؤل والأمل في رحمة الله وتجاوز المحن.
الدعاء للميت
يُعتبر الدعاء للميت من أفضل الأعمال التي يُمكن أن يقوم بها المسلم لمن فقده، حيث أن الدعاء يصل إلى الميت ويكون سببا في زيادة حسناته وتخفيف ذنوبه.
فالإسلام يُشجع على الدعاء للميت بإستمرار لأن الدعاء يعد من الصدقات الجارية التي لا تنقطع ،كما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم:" إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له."
ويَكون الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة و التثبيت عند السؤال والدعاء له بالجنة والنجاة من النار، والدعاء له ولأهله والمسلمين والمسلمات. " اللهم إرحمه وإغفر له وأرزق أهله الصبر والسلوان وأخلف عليهم خيرا مما أخذت ، اللهم إرحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم إجعل قبورهم روضة من رياض الجنة وإرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه."
تعليقات
إرسال تعليق