أجهزة النداء أو "البيجر" pager أو ما أطلق عليه peeper، هي أجهزه لاسلكية . وتتمثل الوظائف الأساسية لهذه الأجهزة في إصدار نغمات تنبيهية أو إهتزاز لإعلام المستخدمين بالرسائل الواردة ، أو بوجود إتصال تليفوني بالشخص الذي يحمله، وهو أمر يفيد في البيئات التي تحتاج لهدوء في إداره أعمالها مثل المستشفيات. وهذا ما يفسر سبب إستمرار المتخصصين الطبيين في إستخدامه .
وقد تطورت تلك الأجهزة في تسعينات القرن الماضي وأصبحت ذات أهمية في الإتصالات الشخصية عبر الرسائل الفورية حيث كان إرسال الرسائل النصية القصيرة أمرا شائعا في ذلك الوقت.
أما الآن فقد تسبب توفر الهواتف المحمولة علي نطاق واسع في إرسال الرسائل النصية أو إجراء المكالمات في تقليص إنتشار صناعة تلك الأجهزة.
لماذا ما زالت تستخدم أجهزه البيجر؟
لا تزال الأجهزه قيد الإستخدام من قبل خدمات الطوارئ أو موظفي السلامة العامة ،حيث توفر التغطية نظام النداء الحديث خدمه مُوثقة وسريعة.
ويمكن إستخدامها عندما تتوقف شبكات الهاتف المحمول الأرضية عن العمل في بعض الحالات مثل أثناء الكوارث الطبيعية أو من صنع الإنسان، مما يجعلها غير موثوقة في ظروف معينه. و قد دفع هذا المتخصصين في السلامة العامة إلى إعتماد أجهزه النداء البيجر بدلا من الخدمات الخلوية وغيرها من الخدمات التجارية للرسائل الحرجة.
أنواع أجهزة النداء البيجر الحديثة
(١) أجهزة البيجر المُستقبلة والتي يمكنها أن تستقبل الرسائل أو الإشعارات من جهات إرسال معينة دون إرسالها .
(٢) أجهزه البيجر المُستقبلة والمُرسلة والتي يمكنها إرسال وإستقبال الرسائل النصية على الرغم من محدودية قدراتها مقارنه بالهواتف الذكية اليوم.
كيف يعمل جهاز النداء البيجر ؟
يعمل جهاز النداء البيجر عن طريق إستقبال الإشارات اللأسلكية على أن يكون لدى المستقبل رقم أو رمز شخصي مُشابه لرقم الهاتف، لتَلقِّي الرسائل. وعلى الشخص الذي يريد الإتصال بك أن يُدخل هذا الرقم مع رسالته.
وتبث أجهزة إرسال شبكة البيجر إشارات عبر تردد راديو طويل المدى. ويمكن سماع الرسالة إذا كانت في النطاق الجغرافي للإشارة.
ويحتوي الجهاز على رمز بروتوكول الوصول إلى القناة، وهو عنوان تعريف مُمَيز وخاص بكل جهاز . وعندما يسمع الجهاز رمز البروتوكول فإنه يتلقى الرسالة ، وبناء على نوع الجهاز يقوم الجهاز بإخطار صاحب الجهاز بتلقي إشارة عن طريق إصدار صوت صفير أو إهتزاز.
مزايا إستخدام نظام النداء البيجر
رغم تقادم هذه الأجهزة بشكل كبير، إلا أنها لا تزال تتمتع بالعديد من المزايا مقارنة بأساليب الإتصال الحديثة. فأجهزة النداء البيجر تعتبر وسيلة سهلة الإستخدام ولا تتطلب الكثير من التدريب يستخدمها : كبار السن و الأطفال و الأشخاص ذوي القدرات المختلفة.
وأجهزة البيجر تستهلك طاقة أقل مقارنة بالأجهزة الحديثة مما يجعل عمر البطارية طويلا.
كذلك يمكن من خلال تلك الأجهزة الحصول على إتصال أقوى . حيث تقوم الأجهزة بإرسال البيانات بإستخدام إشارات راديو عالية التردد VHF ، وهو نطاق مشابه لنطاق بث الراديو FM.
ولذلك يمكن أن يعمل البيجر في المناطق التي تكون فيها تغطية الهاتف المحمول ضعيفا وذلك ما يجعلها أكثر مرونة في أوقات الطوارئ.
عيوب نظام النداء البيجر
قدرات عرض الشاشة لجهاز البيجر محدودة، فلا يمكن سوى تلقي وعرض رسالة تبلغ طولها أكثر من ١٦٠ حرف. كذلك لا يمكنها الإتصال إلا بشبكة واحدة فقط.
ومن عيوب الجهاز أيضا عدم وجود طريقة لمعرفة ما إذا كان الجهاز لدى الشخص الآخر قد إستقبل الرسالة أم لا. كما أن الجهاز لن يستطيع إستقبال الرسائل عندما يكون خارج نطاق الإرسال أو متوقف عن العمل.
لماذا يستخدم حزب الله أجهزة النداء البيجر؟
يستخدم حزب الله أجهزة النداء البيجر لأسباب إستراتيجية تتعلق بالأمن والإتصال الموثوق في ظروف معينه . ومن هذه الأسباب:
(*) الهروب من التتبع الإلكتروني حيث أن أجهزة البيجر تعتبر أقل عُرضة للتتبع والتصنت مقارنة بأجهزة المحمول التي تعمل على الشبكات الخلوية والإنترنت مما يقلل من إحتمالية مراقبة الإتصالات .
(*)لا تحتوي أجهزة البيجر على ميكروفونات أو كاميرات ولا تعتمد على الإنترنت في تشغيلها مما يجعلها أقل عُرضة للإختراقات الإلكترونية.
(*) يمكن لأجهزة البيجر العمل في المناطق التي لا تصلها تغطية الهاتف المحمول أو تكون فيه الخدمة غير متوفرة مما يجعله خيارا جيدا في المناطق الجبلية والريفية.
(*) يسمح البيجر بإرسال إشعارات أو تعليمات سريعة مما يجعله مفيداً للتنسيق السريع في الحالات الطارئة أو العمليات الأمنية.
كيف تم تفجير أجهزة البيجر في لبنان؟
يُرجع أحد المحللين التقنيين أن ما أنشأ موجة الإنفجارات يبدو وكأنه رسالة خطأ وصلت إلى الأجهزة وتسببت في إهتزازها بشدة مما أجبر المستخدمين على الوصول إلى جهاز النداء البيجر في محاولة للنقر على الأزرار لإيقافها، وهو ما ضاعف من حجم الإصابات خصوصا في الأيدي ،حيث كان المستخدم يحمل الجهاز بكلتا يديه عندما حاول ايقاف الرسالة.
ومن المحتمل انه تم زرع مواد شديدة الإنفجار في الأجهزة بحيث تكون جاهزة لتلقي شفرة، وكان من الصعب إكتشاف هذه المادة بأي وسيلة حتى بإستخدم أي جهاز مثل الماسح الضوئي.
حزب الله وتغيير إستراتيجيته في الإتصال
أسفرت الإنفجارات التي حدثت في لبنان والتي تم تفجيرها عن بعد بإستخدام أجهزة النداء البيجر عن مقتل ٣٧ شخصاً وإصابة ٢٩٣١ آخرون ، وفقا لما ذكره وزير الصحة اللبناني والذي طلب من المستشفيات رفع درجة الإستنفار الأمني لتلبية الحاجة السريعة لخدمات الطوارئ.
ومما لا شك فيه أن ما حدث سيجبر حزب الله على تغيير إستراتيجياته في الإتصال ، وأولها هو أن يتخلص الناجون من إنفجار أجهزة النداء البيجر من هواتفهم و أجهزتهم اللوحية أو أي أجهزة إلكترونية أخرى. وقد طلب حزب الله من عناصره القيام بذلك لتفادي أي خرق إسرائيلي ،ووضع بديلا عنها نظام إتصالات خاص به.
تعليقات
إرسال تعليق