لا يُعتبر إضطراب فرط الحركة والنشاط مرضا ADHD ، ولكنه أحد إضطرابات النمو العصبية ، والذي يَنتُج عن إضطراب هرمونات المخ و نقص كمية المُوصِّلات الكيميائية (الدوبامين و النورادرينالين) في قشرة الجزء الأمامي للمخ والتي تقوم بتسهيل عمل الخلايا لتنفيذ عملها والتواصل بين أطراف الدماغ .
بمعنى توصيل أجزاء المخ للمعلومات أو إضطرابها في التعامل مع تلك المعلومات . ويحدث ذلك الإضطراب بعد الولادة بوقت قصير ، ويستمر فترة الطفولة حتى البلوغ و مرحلة الرشد . ويظهر بأشكال وأعراض مختلفة.
و تشير الإحصائيات أن عدد الأطفال المصابين بأمراض فرط النشاط تؤثر على ٥ - ١٠ ٪ من الأطفال . ويكون ذلك أكثر شيوعا بنسبة الضعفين بين الذكور.
أسباب إضطراب فرط النشاط
لا يَعرِف الخبراء حتى الآن سبباً محدداً يمكن أن تُعزى إليه الإصابة بأمراض فرط النشاط ، ولكن العوامل الجينية (الموروثة ) غالباً ما تكون حاضرة .
فاذا كان أحد الوالدين أو الأقارب يُعاني من هذه الحالة فمن المُرجح أن يظهر عند الأطفال . كما تُشير بعض الأبحاث إلى أن خللاً في النوافذ العصبية ( المواد التي تنقل الإشارات العصبية داخل الدماغ) .
وهناك عوامل أخرى مثل إنخفاض الوزن عند الأطفال أقل من ١٥٠٠ جرام ، وعدوى الدماغ ،وحاجة الجسم إلى الحديد ، وانقطاع التنفس الإنسدادي أثناء النوم.
وهناك عوامل بيئة قد تكون سبباً في ذلك الإضطراب مثل التعرض لمادة الرصاص، بالإضافة إلى التعرض للكحول و التبغ و الكوكايين قبل الولادة .
كما أثار بعض الأطباء المخاوف حول ما إذا كانت الإضافات الغذائية مثل السكر والأطعمة الغنية بالدهون ، حيث يمكن أن يزيد ذلك من الشعور بفرط الحركة سلباً على مستويات الطاقة بالزيادة أو النقصان.
أعراض إضطراب فرط النشاط
يمكن أن تظهر أعراض فرط الحركة عند الأطفال مبكراً وذلك في عمر ثلاث سنوات . وتبدأ الأعراض بصعوبة التركيز لديهم لفترات طويلة وإذا حدث فمن السهل تشتيت أفكارهم بسبب العوامل الخارجية : الأصوات والأشياء المحيطة .
ويؤدي تشتيت أفكارهم وعدم التركيز إلى نسيان مواعيد الأشياء الضرورية ، ويكونون دائمى النسيان وفقدان الأشياء المتكرر.
وفي الدراسة يكون لديهم صعوبة في التحصيل الدراسي وصعوبات في التعليم تؤثر على تَعلُّمهم القراءة والرياضيات و الإملاء والكتابة مما يُؤدي إلى تَدَني درجاتهم في الإختبارات.
ويُعاني هؤلاء الأطفال إندفاعية مُفرطة تجعلهم غير قادرين على إنتظار الأشياء التي يريدونها أو إكمال واجباتهم المنزلية، ويكون عمل الطفل فوضويا مع أخطاء ناجمة عن اللآمبالاة وغياب التفكير بحيث يتصرف كما لو كان عقله في مكان آخر ولا يستمع للآخرين.
علامات إضطراب فرط الحركة
(*) كثيراً ما يؤرجح الطفل يديه أو قدميه و يُظهر حركات تشنجية أحيانا.
(*) كثيراً ما يترك الطفل مقعده في الفصل الدراسي أو الأماكن الأخري.
(*) كثيراً ما يركض الطفل أو يتسلق بشكل ما.
(*) يعاني الطفل من صعوبة في اللعب أو المشاركة الهادئة في الأنشطة الترفيهية.
(*) كثيراً ما يتحرك الطفل أو يتصرف كما لو كان يعمل بمحرك آلي.
(*) كثيراً ما يتحدث الطفل بشكل مُفرط .
(*) غالباً ما يبدأ الطفل بالإجابة قبل الإنتهاء من طرح السؤال و كثيرا ما يقاطع الآخرين و يتطفل عليهم.
هل فرط الحركة يؤثر علي الذكاء؟
إضطراب فرط الحركة لا يتعلق بالذكاء. فسواء كان الشخص ذكيا أم غير ذلك، فالأشخاص المصابون بفرط الحركة قد يكون لديهم مستويات ذكاء مختلفة مثلهم مثل أي مجموعة أخري من الناس.
فقد يكون البعض لديه قدرات إبداعية عالية وقدرات على التفكير بسرعة. وفي بعض الأحيان يتمتعون بمستويات عالية من الذكاء ،بينما يواجه آخرون تحديات تتعلق بالتركيز والتنظيم.
إذاً يمكن القول أن أعراض الإضطراب هي التي تسبب لهم ضعف التحصيل الدراسي . ولذا يجب كشف الحالات في عمر مبكر للتغلب على الأعراض والنجاح في حياتهم.
فوائد إضطراب فرط الحركة
قد يكون لإضطراب فرط الحركة بعض الفوائد في بعض الظروف . فعلى الرغم أنه يمكن أن يسبب تحديات في التركيز والسيطرة على السلوك ، إلا أن هناك جوانب إيجابية لبعض الأشخاص الذين يعانون منهم مثل:
(*) طاقة عالية. فيمكن أن تكون مستويات الطاقة العالية لديهم مفيدة في المواقف التي تتطلب نشاط مثل الرياضة أو الأعمال التي تتطلب حركة.
(*) الإبداع و الإبتكار. فالكثير ممن يعانون فرط الحركة يكونون أكثر قدرة على التفكير خارج الصندوق والإبتكار في حل المشكلات.
(*) سرعة الإنجاز. فمعظم الذين يُعانون من ذلك الإضطراب يكونون قادرين على إنجاز الكثير من المهام بسرعة عندما يجدون تحفيزا مناسبا.
(*) القدرة على تعدد المهام والإبداع في القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت.
(*) شخصية جذابة و مرحة. فالبعض منهم يتمتع بشخصية مليئة بالحيوية والمرح مما يجعلهم محبوبين في بيئات إجتماعية معينة.
علاقة الإصابة بفرط الحركة وأمراض القلب
يمكن أن يؤدي إستخدام أدوية إضطراب فرط الحركة على المدى الطويل إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى كل من الأطفال و البالغين ، حيث أن الآراء الطبية أجمعت على أن الأدوية و المنشطات التي توصف عادة لعلاج إضطراب فرط الحركة ترفع ضغط الدم كما أن إثاره الجهاز العصبي تجعل القلب يعمل بجهد أكبر.
تعليقات
إرسال تعليق