يَستخدم الناس مُعطرات الهواء في منازلهم وأماكن العمل والسيارات لتجديد الهواء وتحييد وإزالة الروائح الكريهة ، و لخلق رائحة لطيفة تساعد على خلق جو رائع ومنعش: رائحة الفاكهة والليمون وروائح عطرية طبيعية.
مع أن الكثير من الناس يعتقدون أن إستخدام معطرات الهواء يتم بها التخلص من الروائح الكريهة في منازلهم وتنقية الهواء، إلا أن هذا الإعتقاد غير دقيق حيث أن معطرات الهواء قد تَخفي الروائح مُؤقتاً برائحة أقوى إلا أنها لا تزيلها ، وبالتالي تظل الروائح الكريهة باقية وتؤثر على جودة الهواء في المكان مما يجعل التنفس أكثر صعوبة.
أنواع معطرات الهواء
تأتي مُعطرات الهواء في أشكال مُتنوعة مثل معطرات الهواء التي تعمل بالهواء المضغوط( البخاخات) ، ومعطرات الهواء الصلبة مثل الشموع المعطرة والبخور والأقراص المعطرة ، وكذلك معطرات الهواء القابلة للشحن بالكهرباء بإستخدام المواد الكيماوية العطرية وكذلك البدائل العطرية الطبيعية مثل موزعات الزيوت العطرية( الفواحات).
كيف تعمل معطرات الهواء؟
تَستخدم معطرات الهواء "مواد متطايرة " وهو ما يعني ببساطة أن الجزيئات المتطايرة تتغير بسهولة من شكل سائل الى غاز حتى في درجة حرارة الغرفة .
وبما أن حاسة الشم لدينا مُصَممة لإكتشاف جزيئات الغاز التي تطفو في الهواء أكثر من قدرتها على إكتشاف السوائل، لذلك فان معظم معطرات الجو التي تأتي على شكل رزاز سرعان ما تذوب في الهواء وبسرعة عند إطلاقها في الضغط القياسي للهواء الطلق، فيختلطان ويقومان ببساطة بإستبدال الرائحة الكريهة برائحة أقوى وأجمل.
وتهدف بعض معطرات الهواء أيضا إلى تقليل حساسيتنا تجاه الروائح، لذلك فبدلا من إخفاء رائحة بأخرى فإنها تُخَدِّر الأنف لتقليل الحساسية تجاه الروائح الكريهة (مما يُقل من تأثيرها السيء،)
كيف تعمل مزيلات الروائح ؟
في الحقيقة إن معظم معطرات الهواء لا تقضي علي الروائح الكريهة. و بدلا من إزاحة الرائحة من الغرفة، تعمل معطرات الهواء المزيلة للرائحة على تغطية الرائحة الكريهة برائحة أخرى تبدو أكثر متعة لحواسنا.
كيف تقضي معطرات الهواء على الروائح الكريهة؟
إن مفتاح التخلص من الروائح الكريهة بإستخدام معطرات الهواء هو جزيء يسمى" السيكلوديكسترين" ، وهو عبارة عن جزيء على شكل دونات معلق في حامل مائي.
وبسبب البُنية الداخلية الكارهة للماء للسيكلوديكسترين، فإنه يجذب جزيئات الرائحة الكريهة في الهواء. ومع جفاف الماء يتم تغليف الجزيئات الموجودة داخل السيكلوديكسترين بالداخل مما يقلل من تطايرها ويقلل من رائحتها.
هل إستنشاق معطرات الهواء ضار بالصحة ؟
على الرغم من شعبيتها ، إلا أن هناك بعض الأدلة تُشير إلى أنها تزيد من تلوث الهواء الداخلي وبالتالي تُشكل خطراً على الصحة خاصة عند التعرض لها لفترات طويلة.
فهي تُطلق مركبات عضوية مُتطايرة في الهواء VOCs و التي تتحول إلى بخار أو غاز بسهولة في درجة حرارة الغرفة. وتشتمل هذه المركبات على الفورمالديهايد والأستيالديهايد والبنزين والتولين ومركبات أخرى.
ويعتقد أن تلك المركبات الكيميائية هي التي تتسبب في المشاكل الصحية وذلك عند إتحادها مع المواد الكيميائيه الأخرى المنتجة للأوزون الموجودة بالفعل في الهواء مما يتسبب في إصابات نتيجة إشتعال الرزاز المدفع.
كما قد يؤدي إستنشاق كمية ولو صغيرة من مُعطرات الجو ولفترة قصيرة إلى حدوث سُعال وإختناق وصعوبة في إلتقاط الأنفاس .كما أكدت دراسات علمية حديثة على أن إستخدام معطرات الهواء لمدة طويلة قد يُؤثر على وظائف القلب وبالاخص لهؤلاء الذين يعانون من أمراض الرئة.
كما قد تؤثر على توازن الهرمونات مما قد يؤثر على الصحة الإنجابية. والأخطر أن تلك المعطرات تحتوي على الفثالات أو الاالديهدات ودكلور وبنزين مما قد تسبب السرطان.
نصائح لإستخدام معطرات الهواء بشكل آمن
يُفضل إستخدام معطرات الهواء المصنوعة من الزيوت العطرية الطبيعية والتي تكون خالية من المواد الكيميائية الضارة. كما يُنصح بتهوية المكان بعد إستخدام معطرات الهواء ، مما يُساعد على تقليل تركيز المواد الكيميائية في الهواء وعدم الإفراط في إستخدام تلك المعطرات لفترات طويلة وفي أماكن مغلقة.
ويُمكن الإستعانة بالزيوت العطرية أو النباتات المنزلية أو حتى قشور الفواكه لتعطير المكان بطرق طبيعية.
والأهم من كل ذلك هو الوعي بمكونات معطرات الهواء والحرص على إختيار البدائل الطبيعية قدر الإمكان للحفاظ على الصحة و جودة الهواء المحيط الذي نعيش فيه.
تعليقات
إرسال تعليق