القائمة الرئيسية

الصفحات

الفتاوى : مصابيح تُضيء لنا طريق الحق


(١) هل يجوز أن يُنادي الزوجين بعضهما "بابا" و "ماما"؟

يَعتبر الإسلام أن الأصل في الألقاب والنداءات هو الإباحية ما لم يتضمن ذلك ألفاظا مُحرمة أو مُهينة . ففي البيت يَهدف نداء الزوج لزوجته للتعبير عن الحب والتقدير ، وهذا أمر مستحب لأنه يُعزز العلاقة الزوجية. فعلى سبيل المثال إعتاد الزوجان بعد إنجاب الأطفال مناداة بعضهما الآخر بلقب " ماما" و "بابا"


 وطالما أنهم مرتاحين لهذا الأسلوب من المناداة، فلا بأس وليس في ذلك إثم أو حرج شرعي . أما إذا كان أحد الطرفين لا يرتاح للمناداة بذلك الأسلوب ، فيجب إحترام ذلك ،وإختيار أسلوب آخر للنداء يتناسب مع العلاقة : حبيبتي ، وعمري ، وأم فلان. 


إذاً فمن نادى زوجته بماما أو أختي لا تَحْرُم عليه تحريم المُظاهِر منها ، لكنه يُنسب إلى السَّفَهْ  ويُنهى عن مثل هذا النداء . حيث كان يقول الرجل : تَحرم عليه زوجته كحُرمة أمه وأخته إذا فعلت كذا وكذا. 


وكان الظِّهار في الجاهلية طلاقاً فغَيَّر الشرع حكمه إلى تحريم الزوجة تحريماَ مؤقتا، فلا تحل له حتى يُخرج كفارة الظِّهار : عتق عبد أو أَمة مُؤمنة، وإن لم يستطع فصِيام شهرين متتابعين ، فإن عجز أطعم  ٦٠ مسكينا ثلاثين صاعاً .



(٢) هل يجوز الإحتفاظ بملابس الميت بعد الأربعين ؟ وهل تُحرق تلك الملابس قبل الأربعين؟

لا يوجد في الإسلام نص أو حكم شرعي يُلْزم بحرق ملابس الميت أو التخلص منها بعد وفاته، سواء قبل الأربعين أو بعدها. وهذه الافكار هي من العادات والتقاليد الشعبية في بعض المجتمعات وليست لها أصل في الدين .


ومن الأفضل الإحتفاظ بملابس الميت بعد وفاته لإستخدامها أو توزيعها على المحتاجين أو الإحتفاظ بها للذكرى، مع العلم أنها تعتبر جزء من تَرِكة المُتوفي وتنتقل إلى الورثة الشرعيين.


 أما عن حرق ملابس الميت قبل الأربعين فهذا من البِدَع والعادات التي لا أصل لها في الاسلام بل وأن الإسلام يدعو للإستفادة من الأشياء وليس إهدارها أو إتلافها بغير سبب.


(٣) ما حكم التنكيس في الصلاة ؟ و ما هو التنكيس المحرم؟

التنكيس في الصلاة يُقصد به عدم الترتيب الصحيح في قراءة السور أو الآيات أثناء الصلاة :


(*) التنكيس بين السور . كأن يَقرأ المُصلي في الركعة الأولى سورة متأخرة في ترتيب المصحف، ثم يقرأ في الركعة الثانية سورة متقدمة: مثل أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الناس ثم يقرأ في الثانية سورة الإخلاص. 


وهذا النوع لا يبطل الصلاة ولكنه مكروه وسبب الكراهة أن القراءة هكذا خالفت السنة حيث أن الترتيب توقيفي من الله سبحانه وتعالى.


(*) التنكيس في الآيات داخل السورة . كأن يقرأ المصلي آية متأخرة قبل آية متقدمة داخل السورة . كأن يقرأ "إن الإنسان لفي خسر" ثم يليها بالآية الأولي"و العصر." وهذا النوع مُحرم إذا كان متعمداً ، أما إذا كان سهوا فلا إثم علي المصلي،وصحت صلاته  لأن الترتيب داخل السورة توقيفي أي مأمور به من الله تعالي.


(*) التنكيس بين كلمات الآية . كأن يقرأ المصلي بدلا من "إنا أعطيناك الكوثر"، يقرأ "الكوثر أعطيناك إنا". وهذا فيه تغيير للمعنى وهو محرم بالإجماع ولا يجوز عمدا أو تساهلا ، لأن في ذلك إخلال بالمعنى والترتيب الذي جاء به القرآن في هذه الآية.


(٤) ما حكم قراءة القرآن في المآتم وإقامة السرادقات لتلقي العزاء؟

قالت دار الإفتاء أن إقامة السرادقات وإحضار القراء لتلاوة القرآن فيه من الأمور المتاحة في أصلها ،ما لم يقترن بها إسراف أو مباهاة أو تفاخر أو أكل أموال الناس بالباطل أو تكون من أموال القُصر . 


وأوضحت أن الدين الإسلامي هو دين المودة والرحمة والترابط والتواصل والمواساة.و قد حث الإسلام على مُواساة المُصاب  حتى يُخَفِّفوا من آلام المصيبة عنه . و وعد صلى الله عليه وسلم المُعزي بثواب عظيم فقال : " من عَزَّي مصاباُ فله مثل أجره." [ رواه الإمامان: الترمذي وإبن ماجة في سننيهما ] . 


وقالت دار الإفتاء أن إقامة المآتم والسرادقات من العادات التي جرى العُرف عليها بما لا يُخالف الشرع الشريف وبطريقة لا إسراف فيها ولا مباهاة ولا تفاخر . والغرض من إقامة السرادقات أن يستوعب أعداد المعزين الذين لا تسعهم البيوت.


(٥) إذا عادت الزوجة لزوجها بعقد ومهر جديدين ، فهل تحسب الطلقات السابقة؟


(*) الطلاق البائن بينونة صغري.

أي أن الزوج طَلق زوجته طلقة واحدة أو إثنتين وإنتهت العدة دون أن يراجعها ، فيُمكن للزوج أن يتزوجها بعقد ومهر جديدين. علي أن يبدأ الزواج بإحتساب الطلقات السابقة  .

(*) الطلاق البائن بينونة كبري.

أي أن الزوج طلق زوجته ثلاث طلقات وأصبحت بذلك لا تحل له إلا بعد أن تنكح زوجا غيره زواجاً صحيحاً ، ثم تنفصل عنه. وفي هذه الحالة يمكن لزوجها الأول أن يتزوجها بعقد ومهر جديدين. وعند الزواج الجديد يبدأ بعدد جديد من الطلقات (ثلاث طلقات جديدة).


(٦) هل يجوز تحديد نوع الجنين (ذكر أم أنثى)؟

يجوز ذلك بإستخدام التقنيات الطبية الحديثة مثل التلقيح الصناعي أو إختيار الحيوانات المنوية والأجنة ولكن بشرط وضوابط الشريعة الإسلامية:


(*) أن يكون ذلك لحاجة مشروعة كالرغبة في تحقيق التوازن بين الذكور والإناث في الأسرة او تجنب أمراض وراثية متعلقة بجنس معين .

(*) أن يتم ذلك بإستخدام وسائل حديثة مثل التلقيح الصناعي أو تقنيات فصل الحيوانات المنوية بشرط أن تكون بين الزوجين فقط .

(*) أن يعتقد الزوجان أن تحديد نوع الجنين يتم بإرادة الله وحده وأن الوسائل الحديثة ما هي إلا سببا.

(*) أن لا يؤدي ذلك إلى محظورات شرعية مثل إستخدام نُطَف أو بُويضات من طرف ثالث غير الزوجين 

(*) ألا يكون في ذلك ظلم أو إهمال أحد الجنسين كالرغبة المبالغ فيها بجنس معين مثل تفضيل الذكور على الإناث مما قد يُؤدي إلى خلل إجتماعي.


(٧) ما أفضل الطرق للتخلص من أوراق المصحف القديمه والمُمزقة؟

ترى دار الافتاء في رأي أوضحه مفتي الجمهورية السابق الدكتور /شوقي علام ، أنه إذا بَلِيَت أوراق المصحف أو تَمزقت أو صارت بحال يتعذر معها الإنتفاع به ولا يمكن إصلاحه من تجليد أو غيره ، فالفقهاء متفقون على جواز إتلافه:

(*) الحنفية والحنابلة يرون أن الإتلاف حال البِلَي يكون بِلفِّه في خرقة نظيفة طاهرة ثم دفنه في موضع لا يُوطأ بالأقدام ويؤمن أن تلحقه نجاسة.

(*) المالكية و الشافعية ذهبوا إلى أنه ما دام الغرض من إتلافه هو صيانته ، فإنه يُحرق ولا حَرَج في إحراقه لهذا الغرض لأن في ذلك صيانة له من الوَطء والإمتهان.


ويرى الدكتور/ شوقي علام ، أن في عصرنا الحالي ظهرت آلات حديثة تعمل على تمزيق الورق وتقطيعه إلى جزيئات دقيقة( الفَرَّامة)، فلا مانع من إستخدام هذه الآلات في إتلاف المصحف البالي والمتبقي  من فَرم الورق إما أن يحرق أو يلف في خرقة نظيفة طاهرة و يدفن.


(٨) هل ترث الزوجة الكتابية وما حكم الوصية لها؟

أفتى مُجمع البُحوث الإسلامية في الأزهر بعدم مشروعية حصول الزوجة الكتابية (المسيحية واليهودية) على ميراث زوجها المسلم لمخالفة ذلك أحكام الشريعة الإسلامية .علما بأن الكنائس في مصر تمنع أيضا تَوريث المسلم من زوجته المسيحية .


 وأوضح أن المرأة المسلمة لا تَرث أيضاً من الكتابي إذا كانت بينهما صلة قرابة كأن تكون إبنته أو شقيقته أو قريبته أشهرت إسلامها ، بينما بقى هو على دينه. مما يؤكد تحقيق العدالة التامة في الشريعة الإسلامية .

اما الوصية الشرعية للزوجة الكتابية فهي مشروعة بحيث لا تزيد الوصية عن ثلث التركة.



هل اعجبك الموضوع :
author-img
محتوي موثوق به يلتزم بالعادات و التقاليد الشرقيه و يلقي الضوء علي الكثير من نواحي الحياه و يقدم النصائح لكل افراد الاسره

تعليقات

Featured

التنقل السريع