تُعتبر القطط من الحيوانات المَرحة التي يحبها مُعظمنا لما تُضيف لحياتنا من المرح والبهجة بحركاتها وطريقة لعبها الخفيفة الظل و المضحكة .
ومع ذلك فهناك البعض منا يكرهها . وسواء كنت من مُحبى القطط أو ممن يكرهها : فهل فكرت يوماً فيما يُمكن أن يكون مصير العالم إذا إختفت تلك القطط؟
هل القطط فعلا حيوانات كسولة؟
يَنظر البعض إلى القطط على أنها حيوانات كسولة . فالقطة المنزلية التي يبلغ متوسط عمرها ١٥ سنة ، تنام من ١٦ إلى ٢٠ ساعة في اليوم ، أي أنها تنام أكثر من ثلثي عمرها .
ولهذا قد يخدعنا تفكيرنا أن تلك القطط تعتمد على طعامنا أو القمامة فقط من أجل البقاء على قيد الحياة ، لكن علينا ألا ننسى أنها حيوانات مفترسة بالفطرة .
وعلى الرغم أنها مستأنسة إلا أنها لا تزال تتمتع بغريزة الصيد ، حيث تعتبر سادس حيوان صيد ناجح في العالم . فالقطط المنزلية تُحافظ على المنزل خالي من الفئران فهي تَقتل ٣٢٪ من فرائسها مقارنة بالنمر الذي يقتل ٥٪ فقط.
العلاقة بين القط والفأر ؟
تتغذى القطط على الفئران التي تتغذي على طعامنا، وخاصة الحبوب والبقوليات .وتظل القطط طول حياتها تصطاد هذه الحيوانات الصغيرة بدون أن نشعر بها. ولمهارتها وقوة شعورها في الصيد، تعتبر هذه الفئران أمرا سهلا بالنسبة لها. فالقطط تقوم بقتل ما يقرب من ٢٠ مليار من الفئران الصغيرة سنويا.
الأضرار التي قد تسببها لنا الفئران
كلنا نشمئز من رؤية الفئران. والفأر الواحد يحمل آلاف من مسببات الأمراض على السنتيمتر الواحد من فروتها. وأي من هذه الفطريات يمكن أن يكون قاتلا لنا . ويزيد معدل ما تُشكله الفئران علينا من خطر بمعدل تكاثر الفئران حيث أن الزوج الواحد من الفئران يمكنه إنتاج أكثر من ٢٠٠٠ فأر صغير من نسله سنويا .وهذا يعني أنه في خلال ثلاث سنوات يمكن أن يكون لهذا الزوج اكثر من نصف مليار من الأحفاد .
إذاً فخطورة الفأر ليست في إصابتنا بلدغته فقط والتي قد تسبب لنا المرض ، بل أن فضلات الفئران يمكن تؤدي إلى تسمم الهواء الذي نتنفسه مما يتسبب في إمتلاء الرئتين بالسوائل وبالتالي قد تتسبب في الموت السريع.
المزارعون وتربية القطط
يقوم المزارعون بالإحتفاظ وتربية القطط في الحظائر ، وذلك لمنع الهجوم الشامل للفئران على مخازن الحبوب .
فالفأر لا يذهب إلى الجبن فقط ،ولكنه يذهب إلى كل شيء نأكله : الحبوب والمنتجات الغذائية الأساسية التي نحتاجها، تلك الأشياء التي تحبها الفئران ولا تحبها القطط. وبدون القطط ستزيد أفواه الفئران التي تريد الأكل، فتنهار أنظمتنا الغذائية.
وغياب الفئران عن عالمنا يمكن أن يكون كارثيا، فمكافحة الفئران و الآفات تعتبر من أهم الأدوار التي تلعبها القطط. فمن المعروف أنها تقتل الفئران التي تغزو الحظائر. ففي الهند مثلا قامت القطط بهذا الدور بكفاءة، فقللت فقدان الحبوب الناتج عن تواجد الفئران الآفات الزراعية لأن هذه القوارض غالبا ما تأكل وتلوث الحبوب التي نأكلها. وإذا تركت هذه القوارض دون رادع فسيواجه العالم مشكلة كبيرة في الغذاء.
العلاقة بين إختفاء القطط وزيادة أعداد الفئران
تم إجراء دراسات عديدة، والتي رسمت صورة حية لنا. ففي سنه 1979 أجريت دراسة في نيوزيلندا في إحدى الجزر ،عندما تم القضاء على جميع القطط تقريبا في الجزيرة فوجدوا أن عدد الفئران زاد بمعدل أربع مرات. ولاحظوا إنخفاض في عدد الطيور البحرية في الجزيرة بشكل كبير لأن الفئران كانت تتغذى على بعض هذه الطيور البحرية .
وكان إختفاء القطط كارثة للبيئة، حيث إنخفضت أعداد الطيور في جميع أنحاء العالم ،كما إزدادت أعدد الحيوانات المفترسة غير القطط التي كانت تتغذى على الفئران.
القطط والتوازن البيئي
إذا ماتت جميع القطط مرة واحدة ، فسيتم القضاء على جزء كبير من التوازن البيئي بالكامل . وسيؤدي ذلك إلى إحداث موجات صادمة و كارثية للبشر عبر السلسلة الغذائية بأكملها ، وستتضرر أيضا الحيوانات ، ويحدث إختلال في التوازن البيئي والذي سيؤثر كثيرا على حياة البشر.
تعليقات
إرسال تعليق